إرساء الدور القيادي للنبي محمد (ص) في بناء الحضارة الإسلامية

إرساء  الدور القيادي للنبي محمد (ص) في  بناء الحضارة الإسلامية

                                         

          إرساء  الدور القيادي للنبي محمد (ص)

في  بناء الحضارة الإسلامية

      أستاذ مساعد دكتور. هدى محمد سلمان

جامعة بغداد – مركز البحوث التربوية والنفسية

 

    بغية إنجاز هذه المهمّة كانت هنالك مراحل لبناء الحضارة الاسلامية التي قام بها النبي محمد "ص":  المرحلة الأولى: إرساء قواعد النظام. المرحلة الثانية: صيانة هذا النظام؛ فمن الطبيعيّ أن يكون هناك من يعادي هذا الكيان المتنامي والمتعاظم الّذي لو أحسَّ به أصحاب السلطة لشعروا بالخطر إزاءه. ولو لم تكن لدى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم القدرة على الدفاع عن هذا الوليد الطبيعيّ الميمون بحنكة في مقابل الأعداء، فسيزول هذا النظام وتذهب جهوده سدى، فلا بدّ له من صيانته.  المرحلة الثالثة: إكمال البناء وإعماره؛ إذ لا تكفي عملية الإرساء وإنّما هي الخطوة الأولى. وهذه المراحل الثلاث تسير إلى جانب بعضها بعضاً عرضياً. إنّ عمليّة إرساء القواعد تأتي بالدرجة الأولى، بيد أنّه يتعيّن الحذر من العدوّ أثناءها، وهكذا تأتي مرحلة الصيانة، حيث يتم خلالها الاهتمام ببناء الأشخاص والكيانات وتثبيت النظام الإسلاميّ للحضارة الاجتماعية  لضمان مستقبل نظام الحضارة الإسلامية.

ففي قوله تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾36فهذه إشارة إلى أنّ هذه النعمة هي نعمة الإسلام ونعمة الهداية ونعمة إرشاد العالمين جميعاً إلى الصراط المستقيم. وهذا ما لا يمكن أن يتمّ بلا خارطة للطريق بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا أمرٌ طبيعيّ. وهذا عين ما فعله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الغدير، حيث نصّب للولاية خليفةً ممتازاً لا نظير له وهو أمير المؤمنين عليه السلام.