القرآن الكريم أساس الوحدة الإسلامية

القرآن الكريم أساس الوحدة الإسلامية

 

القرآن الكريم أساس الوحدة الإسلامية

 

 

م.م. أحمد جاسم ثاني

جامعة البصرة/ كليت التربية- القرنة

قسم اللغة العربية

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وموحّد الأمة بالكتاب المبين، محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين ...

قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء/92).

وقال رسول الله|: >إذا ألبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفّع، وماحل مصدّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل ... وهو الفصل ليس بالهزل<[1].

   من نعم الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية أنها أمة واحدة، وأن مذاهبها تلتقي في مشتركات كثيرة ومهمة، تعبّر عن وحدتها، فهم يعتقدون بالله الواحد الذي لا شريك له، وبالرسول محمد|، وبالكتاب الواحد وهو القرآن الكريم، ومودة أهل البيت^، كما أنهم يحجون بيت الله الحرام جميعاً حجاً واحداً، ويصلّون خمس فرائض في اليوم نحو قبلة واحدة وهي الكعبة المشرفة، فضلاً عن اشتراكهم بصيام شهر رمضان، والزكاة والخمس والجهاد وغيرها من المسائل الرئيسة المتفق عليها بين المسلمين، وإن كانوا قد يختلفون في بعض تفاصيلها، ومن أجل تعزيز مبدأ (الوحدة الإسلامية) بين المسلمين لابد من إبراز نقاط الالتقاء والابتعاد عن التفاصيل المختلف فيها.

   وما أحوج الأمة الإسلامية اليوم إلى توحيد كلمتها وموقفها عملاً بقول الله تعالى: Pوَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُواO (آل عمران/103)، وحذراً من مغبة قوله عز وجل: Pولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْO (الأنفال/46)، ونظراً إلى خطورة الأمر، وما يترتب عليه من آثار فقد حذرنا النبي| من التفرق في أحاديث كثيرة، منها قوله|: >فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً<[2].

   وهذا البحث يهدف إلى توثيق أهم المشتركات بين المسلمين ومرجعهم الأول، ألا وهو كتاب الله العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت/42)، ومن المعروف بين المسلمين صيانة القرآن وعدم وقوع التحريف فيه[3]، ومسألة حفظه تكفّل بها الله تعالى إذ قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر/9).

   والقرآن الكريم يوحّد الأمة في ما يختلفون فيه، فهو مصدر علمهم، ومصدر حكمهم، ومصدر وحدتهم، كما قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ×: ((ذَلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضَى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَلَوْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ لَعَلَّمْتُكُمْ))[4].

   ومادام القرآن الكريم على النحو الذي بيّنه لنا الله تعالى، ورسوله الكريم وأهل بيته من عمله الدائب على وحدة صفوف المسلمين، واجتماع كلمتهم، وتآلف قلوبهم، وكونه أصلاً في ذلك، فلا غرو أن يأمر الله المسلمين ـ إن وقع بينهم خلاف أو دبّ بينهم نزاع ـ أن يرجعوا إلى كتاب ربهم بإخلاص، ففي ذلك رفع للخلاف، وقطع للنزاع، قال تعالى: Pيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاًO  (النساء/59).

   ويُعد القرآن الكريم مرجعاً لوحدة المسلمين، ومن أهم الأسس التي يجب أن يقوم عليها التقريب بينهم، فالمسلمون متفقون نظرياً على هذا المرجع، ولكنهم لا يلتزمون به عملياً أحياناً، فهم يتفقون جميعاً على هذا الكتاب الموجود الآن بين المسلمين ويعتبرونه وحياً نازلاً على الرسول الكريم| بنصّه دون زيادة أو نقيصة[5]، فالاتفاق على هذه المرجعية نظرياً بين المسلمين يستدعي الاتفاق عليها عملياً، وعندما يختلف المسلمون في رأي من الآراء، فعليهم الرجوع إلى المتفق عليه بينهم دون أن يتخذوا موقفاً تفسيرياً مسبقاً يناصر رأي هذا المذهب أو ذاك[6].

   والوحدة الإسلامية لا تعني ترجيح أحد المذاهب على الآخر أو حذف المفترقات وإبقاء المشتركات بين المذاهب، لينشأ من ذلك مذهب جديد يختلف عن الجميع، بل إن الوحدة الإسلامية تعني وقوف المسلمين صفاً واحداً بوجه تخرصات الأعداء ضد الإسلام والمسلمين على الرغم مما بينهم من الاختلاف في المسائل الفرعية[7].

   إن القرآن الكريم يوحّد المسلمين في شكله ومضمونه، وفي فهمه وتفسيره، وفي الهدف من نزوله وغيرها من النقاط التفصيلية. أما من حيث الشكل فالمسلمون جميعاً متفقون على هذا الكتاب الذي بين الدفتين، ابتداءً من سورة الحمد وانتهاءً بسورة الناس بلا زيادة ولا نقصان، وبالترتيب المتعارف عليه بين المسلمين، وبعدد السور المعروف (114 سورة)، وبعدد الآيات المعروفة لكل سورة من سوره المباركات. وأما من حيث المضمون فإن القرآن الكريم يحث على الوحدة الإسلامية ووحدة الأمة في كثير من المواقع، وإذا ما أجرينا استقراءً لآيات القرآن الكريم يتضح لنا ذلك جلياً ، قال تعالى:

   Pوَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَO (المائدة/48).

   والوحدة الإسلامية من العناوين الرئيسة التي نادى بها الإسلام وثبَّتها ومجَّدها، بل منَّ الله تعالى على المسلمين أن وحَّدهم بعد أن كانوا أشتاتاً، وألَّف بين قلوبهم بعد أن كانوا أعداءً[8]، وحذّرهم من عقوبة التفرقة والاختلاف، قال تعالى:

   Pيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ... وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌO (آل عمران/102-105).

   فقد تناول القرآن موضوع الوحدة والاختلاف بشكل واسع، وتناول أسباب الاختلاف وعوامله، وقدّم العلاج له، كما تناول موضوع الوحدة وأسسها، والطرق والأساليب التي يمكن في ضوئها الوصول إلى الوحدة والاتفاق[9].

   ومن أبرز المحطات القرآنية التي تجمع المسلمين، وتعزز وحدتهم، ما يأتي:

أولاً ـ وحي القرآن وتنزيله:

   الوحي هو >مصطلح قرآني من أعرق وأهم المصطلحات الإسلامية في مجال الفكر والعقيدة، ويشكل الإيمان به القاعدة الأساسية للإيمان بالأنبياء والرسل^<[10].

   يرى الباحثون في علوم القرآن من المسلمين أن القرآن الكريم نزل بوحي من الله تعالى على نبيه محمد|، وليس للنبي دخل في ذلك[11]، فهو كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم/3-4)؛ لذلك تكررت عبارة "قل" أكثر من ثلاث مئة مرة في القرآن، ليتأكد للناس أن رسول الله| لا دخل له في الوحي، فلا يصوغه بلفظه، ولا يلقيه بكلامه، وإنما يُلقى إليه الخطاب إلقاءً، فهو مخاطب لا متكلم[12].

   وأوضح برهان على أن القرآن الذي بين يدينا اليوم هو القرآن نفسه الذي نزل على النبي|، وأنه ليس فيه أي تغيير أو تحريف، هو أن الأوصاف والمميزات التي وصف بها القرآن المجيد نفسه ما زالت حتى الآن باقية وأنه كما كان[13].

   كما يرون أن نزوله بدأ في ليلة القدر، {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر/1)، ثم استمر منجماً على مدى ثلاثة وعشرين عاماً على الأصح[14].

ثانياً ـ فهم القرآن وتفسيره:

   ويُراد من فهم القرآن: >العلم بمعاني آيات القرآن الكريم، ومقاصده وأغراضه، وما يتعلق بالآيات الكريمة من أهداف<[15].

   وقد حظيت مسألة فهم القرآن بعناية المفسرين والباحثين في الدراسات القرآنية على اختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية، ومنذ الصدر الأول للإسلام وإلى يومنا هذا، فقد كان رسول الله| المفسر الأول للقرآن الكريم، ومن بعده أهل بيته^[16].

   إن معرفة الهدف من نزول القرآن الكريم تعيننا على فهم النص القرآني؛ لأنه يُلقي بظلاله على المعنى القرآني، وتُعد هذه المعرفة إحدى القرائن العامة المنفصلة التي تكتنف النص، وتؤدي إلى تفاعل المسلمين مع القرآن وعنايتهم به، وذلك بحفظ نصه وسلامة تركيبه وفهم مضمونه والتعرُّف على هديه وتلاوته[17].

   والمسلمون يتفقون في فهم الهدف العام لنزول القرآن، فالقرآن نزل من أجل هدف رئيس ألا وهو الهداية والتزكية والتغيير، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: Pذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَO (البقرة/2)، Pوَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَO (الإسراء/82). وأما دون ذلك من أهداف ثانوية أخرى فهي تصب في خدمة الهدف المركزي[18]، فهم يجمعون على فهم هذا المحور الأساس وتفسيره.

ثالثاً ـ إعجاز القرآن:

   كان الأنبياء في الأديان السابقة يأتون بمعجزات تتناسب مع زمانهم، كما هو الحال في معجزات إبراهيم وموسى وعيسى^، ولكن الأمر المسلّم به هو أن معجزات هؤلاء الأنبياء كانت تختص بزمانهم ولا تتعدى إلى أزمنة أخرى، وأما معجزة دين الإسلام الذي بدأ ببعثة النبي محمد| فقد كانت من نوع آخر، فمعجزته خالدة منذ أن بدأت الرسالة وحتى القيامة، وتلك المعجزة ما هي إلا معجزة القرآن الكريم[19].

   وقد اتفق جميع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم هو كتاب معجز، وقد تحدى الله تعالى العرب بأن يأتوا بمثله أو عشرة سور أو سورة واحدة وذلك بنص القرآن نفسه، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ} (الطور/33-34)، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، فعلماء المسلمين مجمعون على إعجاز القرآن، وإن تعددت وجهات نظرهم في هذا الإعجاز، فمنهم من يرى أنه معجز بالصرفة، ومنهم من يرى أنه معجز بلغته الخاصة وأدبه الرفيع وبلاغته العالية ونظمه البديع، ومنهم من يذهب إلى إعجازه العلمي ...وإلخ.

 

 

رابعاً ـ لغة القرآن:

   لاشك أن القرآن الكريم له فضلٌ كبير على سائر الكلام كما قال رسول الله|: >فَضْلُ القُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الكَلامِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ<[20]، فهو كلام مُقدّس؛ لأنه كلام الخالق تبارك وتعالى الذي لا يعلو عليه أي كلام آخر، ولأن اللغة التي جاء بها لغة خاصة احتوت على المفردات والتراكيب والنصوص التي لا يضاهيها أي تعبير آخر مهما بلغت درجته التعبيرية، ويتمثل بانتقاء المفردات والتراكيب، وطبيعة الموقع الذي تحتله كل مفردة في السياق القرآني وفي تركيب الجمل، إذ يتناغم موقع كل مفردة مع المفردات الأخرى من جانب، ومع التراكيب من جانب آخر، وتشكل إيقاعاً خاصاً لا يمكن أن يتحدّث عنه الناقد أو الباحث بشكل يستطيع من خلاله أن يوصل جمالية هذه اللغة إلى الأذهان[21].

   ومن المعلوم أن الاعجاز اللغوي للقرآن يُعد من أبرز وجوه الاعجاز التي تميّز بها القرآن الكريم، إذ كانت البيئة التي نزل فيها هي بيئة لغوية فصحى، والعرب آنذاك هم أرباب اللغة، ومع ذلك انبهروا حينما سمعوا لغة القرآن، فلغته وجاذبيته العجيبة هي التي جعلت (الوليد بن المغيرة) يقول في القرآن: >والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو وما يُعلى<[22].

   وقد كثرت الدراسات اللغوية في النص القرآني ابتداءً من زمن النزول على يد الصحابي عبد الله بن عباس وإلى يومنا هذا، فالدراسات اللغوية للنص القرآني لم تكن حكراً على مذهب دون آخر، بل نجد أن جميع مذاهب المسلمين اعتنت بدراسته وابراز فنونه اللغوية المختلفة من بلاغة ونظم وصوت ونحو وصرف ودلالة وغيرها من الأبواب اللغوية المختلفة، وكلهم يجمعون على فضله من الناحية اللغوية.

خامساً ـ حفظ القرآن تلاوته واستماعه:

   قال رسول الله|: >خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه<.

                            و>عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته<[23].

     يجتمع المسلمون دائماً على مائدة القرآن الكريم، لينهلوا من رحيقه المختوم، ولاسيما في بعض الأوقات المستحبة له، فهناك شهرٌ هو من أعظم الشهور عند الله، ألا وهو: Pشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ...O (البقرة/185)، ويُسمى هذا الشهر بربيع القرآن، فإذا ما حلّ هذا الشهر ترى المؤسسات المهتمة بالقرآن الكريم تقيم المحافل القرآنية، إذ يتلو القرّاء ما يتيسّر لهم من الآيات الكريمة، ويحضرها جمع من المسلمين ليعطروا أسماعهم بتلك القراءات الكريمة، وانطلاقاً من أمر الله تعالى: Pوَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأعراف/204)، كما تُقام المسابقات القرآنية حفظاً وتلاوةً وبحثاً، وغيرها من الأنشطة القرآنية، كل ذلك يحصل دون تمييز بين المسلمين، فكلهم ـ أمام كتاب الله ـ متساوون ومتوحّدون، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على بركات هذا الكتاب العزيز، وإنه هو مصدر وحدة المسلمين.

   مما تقدّم يتضح لنا أن كتاب الله العزيز هو مصدر الوحدة الإسلامية، فالمسلمون جميعاً متفقون على أغلب هذه النقاط وغيرها مما غاب عنا ذكره، مما يشكل محطة التقاء بين المسلمين ووحدة صفهم. إلا أنهم يختلفون في القضايا الثانوية التفصيلية، وهذا لا يفسد في الود قضية كما يُقال.

 

 

 

 

 

 

 

 

مصادر البحث

§           القرآن الكريم.

§          الإسلام هو الحل، الشيخ جعفر حسن عتريسي، دار الهادي، بيروت، ط/ 1، 1428هـ .

§          إعجاز القرآن، د. رضا مؤدب، دار المصطفى| العالمية ط/1، 1430هـ .

§          بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط/2، 1403هـ .

§          البيان في تفسير القرآن، السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، ط/30، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي، قم، 2003 م.

§           تلخيص التمهيد، الشيخ محمد هادي معرفة، مؤسسة التمهيد، ط/1، 2011.

§           حوارات، السيد محمد باقر الحكيم، مؤسسة دار التبليغ الإسلامي، دائرة الإعلام.

§          دراسات في علوم القرآن الكريم، د. محمود البستاني، مدينة العلم، ط/1، 1427هـ .

§           ربع قرن مع العلامة الأميني، حسين الشاكري، ط/1، 1417هـ .

§          علوم القرآن، السيد محمد باقر الحكيم، ط/6، مجمع الفكر الإسلامي، شريعت ـ قم،1425هـ

§          الغدير، الشيخ عبد الحسين الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت، ط/4، 1379هـ .

§           فهم القرآن الكريم، (بحث) سعيد حماد، مجلة مآب، س2، ع7، حزيران/2008.

§          القرآن في الإسلام، السيد محمد حسين الطباطبائي، دار الولاء، بيروت، 1431هـ .

§          القرآن في مدرسة أهل البيت^، السيد هاشم الموسوي، مركز الغدير، (د.ت).

§           الكافي، الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية، ط/2، 1388هـ .

§           مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح، دار العلم للملايين، بيروت، 2009م.

§           منهج السيد محمد باقر الصدر في فهم القرآن، أحمد الأزرقي، ط/1، مركز الشهيدين الصدرين للدراسات والبحوث، قم، 1429 هـ .

§          ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ط/1، دار الحديث، (د.ت).

§           الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، السيد محمد باقر الحكيم، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ط/4، مطبعة العترة الطاهرة، 1429هـ .



[1] - بحار الأنوار، العلامة المجلسي: ج89، ص17.

[2] - الغدير، الشيخ عبد الحسين الأميني: ج10، 273.

[3] - ينظر: البيان في تفسير القرآن، السيد أبو القاسم الخوئي: 200.

[4] - الكافي، الشيخ محمد بن يعقوب الكليني: ج1، ص61.

[5] - ينظر: حوارات، السيد محمد باقر الحكيم: ج2، ص124.

[6] - ينظر: المصدر نفسه: 125.

[7] - ينظر: ربع قرن مع العلامة الأميني، حسين الشاكري: 274-275.

[8] - ينظر: الإسلام هو الحل، الشيخ جعفر حسن عتريسي: 29.

[9] - ينظر: الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، السيد محمد باقر الحكيم: 41.

[10] - القرآن في مدرسة أهل البيت^، السيد هاشم الموسوي: 6.

[11] - ينظر: مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح: 22، وتلخيص التمهيد، الشيخ محمد هادي معرفة: 24.

[12] - ينظر: مباحث في علوم القرآن: 30.

[13] - القرآن في الإسلام، السيد محمد حسين الطباطبائي: 148.

[14] - ينظر: مباحث في علوم القرآن: 50، وتلخيص التمهيد: 72.

[15] - فهم القرآن الكريم، (بحث) سعيد حماد، مجلة مآب، س2، ع7، حزيران/2008: 64.

[16] - ينظر: منهج السيد محمد باقر الصدر في فهم القرآن، أحمد الأزرقي: 183.

[17] - ينظر: علوم القرآن، السيد محمد باقر الصدر: 49 – 50.

[18] - ينظر: المصدر نفسه: 63.

[19] - ينظر: إعجاز القرآن، د. رضا مؤدب: 24-25.

[20] - بحار الانوار: ج89، ص19.

[21] - ينظر: دراسات في علوم القرآن الكريم، د. محمود البستاني: 212.

[22] - بحار الأنوار: ج18، ص168.

[23] - ميزان الحكمة، محمد الريشهري: 2521.