يقتدي بك وليس له بصيرتك ولا قوة في الدين مثل قوتك فيحكى فعلك صورة ويخالفه حقيقة ويعتقد أنك لم تقصد هذا القبر إلا الأمر ويغتنم إبليس اللعين غربة هذا المسكين الذي اقتدى بك واستن بسنتك فيستدرجه حتى يبلغ به إلى حيث يريد فرحم الله امرأ هرب بنفسه عن غوائل التقليد وأخلص عبادته للحميد المجيد .
وقد ظهر بمجموع هذا التقسيم أن من يقصد القبر ليدعو عنده هو أحد ثلاثة إن مشى لقصد الزيارة فقط وعرض له الدعاء ولم يحصل بدعائه تغرير على الغير فذلك جائز وإن مشى لقصد الدعاء فقط أو له مع الزيارة وكان له من الاعتقاد ما قدمنا فهو على خطر الوقوع في الشرك فضلا عن كونه عاصيا وإذا لم يكن له اعتقاد في الميت على الصفة التي ذكرنا فهو عاص آثم وهذا أقل أحواله وأحقر ما يربحه في رأس ماله وفي هذا المقدار كفاية لمن له هداية والله ولي التوفيق .
عقيدة السلف أصحاب الحديث .
تأليف المؤلف أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني