وتمام المناسبة أن السورة التي بعدها فيها ذكر المشركين والسورة التي قبل الجمعة فيها ذكر أهل الكتاب من اليهود والنصارى والتي قبلها وهي الممتحنة فيها ذكر المعاهدين من المشركين والتي قبلها وهي الحشر فيها ذكر المعاهدين من أهل الكتاب فإنها نزلت في بني النضير حين نبذوا العهد وقوتلوا .
وبذلك اتضحت المناسبة في ترتيب هذه السور الست هكذا لاشتمالها على أصناف الأمم وفي الفصل بين المسبحات بغيرها لأن إيلاء سورة المعاهدين من أهل الكتاب بسورة المعاهدين من المشركين أنسب من غيره وإيلاء سورة المؤمنين بسورة المنافقين أنسب من غيره .
فظهر بذلك أن الفصل بين المسبحات التي هي نظائر الحكمة دقيقة من لدن حكيم خبير فلله الحمد على ما فهم وألهم .
هذا وقد ورد عن ابن عباس في ترتيب النزول أن سورة التغابن نزلت عقب الجمعة وتقدم نزول سورة المنافقون فما فصل بينهما إلا لحكمة والله أعلم .
سورة التغابن .
أقول لما وقع في آخر سورة المنافقون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت 10 الآية عقب بسورة التغابن لأنه قيل في معناه إن الإنسان يأتي يوم القيامة وقد جمع مالا ولم يعمل فيه خيرا فأخذه وارثه