فصل في ذكر البديع من الكلام .
إن سأل سائل فقال هل يمكن أن يعرف إعجاز القرآن من جهة ما تضمنه من البديع .
قيل ذكر أهل الصنعة ومن صنف في هذا المعنى من صفة البديع ألفاظا نحن نذكرها ثم نبين ما سألوا عنه ليكون الكلام واردا على أمر مبين وباب مقرر مصور .
ذكروا / أن من البديع في القرآن قوله عز ذكره واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .
وقوله إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم .
وقوله واشتعل الرأس شيبا وقوله وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون وقوله أو يأتيهم عذاب يوم عقيم وقوله نور على نور .
وقد يكون البديع في الكلمات الجامعة الحكيمة كقوله ولكم في القصاص حياة .
وفي الألفاظ الفصيحة كقوله فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا .
وفي الألفاظ الإلهية كقوله وله كل شيء وقوله وما بكم من نعمة فمن الله وقوله لمن الملك اليوم لله الواحد القهار