فصل .
فمهما أبقى الله سبحانه علينا نعمة الإسلام وما أنعم به علينا من معرفة الشرائع والأحكام وجنبنا جميع الفواحش والآثام فقد خصنا منه بأفضل إكرام وتفضل علينا سبحانه بكل إنعام ولا نبالي بعد ذلك بما تغير وتكدر من أسباب الدنيا ولا بما تعسر وتعذر من بقية الأشياء لأن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر نسأل الله أن يديم علينا نعمه وأن يصرف عنا بلطفه نقمه فالدين والعلم هو الذي عليه المعول وهو العز الذي لا يضيع ولا يتحول وإنه لهو الآخر وهو الأول وإن شرع الله لمحمود صاحبه وهو الذي لا يفلح لأئمه وجاذبه وهو الذي عز في الورى جانبه والغالب بالباطل مغلوب تحقيقا وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .
وأنشد شيخنا