فصل .
ثم ظهر بعد ذلك ملوك جهلة ووزراء خونة وأجناد فسقة فظلموا وهضموا بأعذار وضعوها ورسومات ابتدعوها وتمويهات صنعوها .
وما نقل عن أحد ممن ظلم وهضم من ملوك العرب والعجم ممن وحد الله وأسلم أنه عكس قانون الشريعة ولا رام خذلانها في الدنيا الوسيعة ولا غير قانونها الرفيع ولا رمى أهلها بالثلب والتبديع بل أقاموا الدين على رؤوسهم وآثروا نصر الشريعة على نفوسهم وبذلوا الأرواح والأموال لنصره وقدروا شرع الله سبحانه حق قدره وأوصوا بتوقيره أخدامهم وأجروا بذلك في كتبهم أقلامهم فكانوا إذا ولوا أميرا على ناحية أو بلدة قاصية فمن أول ما يعهدون إليه ويأخذون عليه القيام بإعزاز الشريعة والحكام اللذين بهما قوام الإسلام