وقال المحققون هذا تهديد ووعيد معناه اعملوا ما أنتم عاملون فستعلمون عاقبة أمركم وانتظروا ما يعدكم الشيطان إنا منتظرون ما يعدنا ربنا وهذا لا ينافي قتالهم فلا وجه للنسخ باب ذكر الآيات اللواتي إدعي عليهن النسخ في سورة الرعد .
ذكر الآية الأولى .
قوله تعالى وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم قد توهم بعض المفسرين أن هذه الآية منسوخة لأنه قال المراد بالظلم ها هنا الشرك ثم نسخت بقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به وهذا التوهم فاسد لأن الظلم عام وتخصيصه بالشرك هاهنا يحتاج إلى دليل ثم إن كان المراد به الشرك فلا يخلو الكلام من أمرين إما أن يراد التجاوز عن تعجيل عقابهم في الدنيا أو الغفران لهم إذا رجعوا عنه وليس في الآية ما يدل على أنه يغفر للمشركين إذا ماتوا على الشرك .
ذكر الآية الثانية .
قوله تعالى فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس Bهما أن قوله فإنما عليك البلاغ نسخ بآية السيف وفرض الجهاد وكذلك قال قتادة وعلى ما سبق تحقيقة في مواضع من أنه ليس عليك أن تأتيهم بما يقترحون من الآيات إنما عليك أن تبلغ تكون محكمة ولا يكون بينها وبين آية السيف منافات