باب ذكر ما أدعي عليه النسخ في سورة حم عسق .
ذكر الآية الأولى .
قوله تعالى ويستغفرون لمن في الأرض زعم قوم منهم ابن منبه والسدي ومقاتل بن سليمان أنه منسوخة بقوله ويستغفرون للذين آمنوا وهذا قبيح لأن الآيتين خبر والخبر لا ينسخ ثم ليس بين الآيتين تضاد لأن استغفارهم استغفار خاص لا مدخل فيه إلا من اتبع الطريق المستقيم فلاولئك طلبوا الغفران والإعاذة من النيران وإدخال الجنان .
واستغفارهم لمن في الأرض لا يخلوا من أمرين إما أن يريدوا به الحلم عنهم والرزق لهم والتوفيق ليسلموا وإما أن يريدوا به من في الأرض من المؤمنين فيكون اللفظ عاما والمعنى خاصا وقد دل على تخصيص عمومه قوله ويستغفرن للذين آمنوا والدليل الموجب يصرفه عن العموم إلى الخصوص أن الكافر لا يستحق أن يغفر له فعلى هذا البيان لا وجه للنسخ وكذلك قال قتادة ويستغفرون لمن في الأرض قال للمؤمنين منهم وقال أبو الحسين بن المنادي في الكلام مضمر تقديره لمن في الأرض من المؤمنين وقال أبو جعفر النحاس يجوز أن يكون وهب ابن منبه أراد أن هذه الآية على نسخ تلك الآية لأنه لا فرق بينهما