ذكر الآية الثانية .
قوله تعالى فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل زعم بعضهم أنها نسخت بآية السيف ولا يصح له هذا إلا أن يكون المعنى فاصبر عن قتالهم وسياق الآيات يدل على غير ذلك قال بعض المفسرين كأنه ضجر من قومه فأحب أن ينزل العذاب بمن أبى منهم فأمر بالصبر باب ذكر ما أدعي عليه النسخ في سورة محمد .
ذكر الآية الأولى .
قوله تعالى فأما منا بعد وإما فداء فيها قولان .
الأول أنها محكمة وأن حكم المن والفداء باق لم ينسخ وهذا مذهب ابن عمر والحسن وابن سيرين ومجاهد وأحمد والشافعي .
والثاني أن المن والفداء نسخ بقوله فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وهذا مذهب ابن جريح والسدي وأبي حنيفة .
أخبرنا عبد الوهاب قال أنبا أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر الباقلاوي قالا أبنا ابن شاذان قال أبنا أحمد بن كامل قال حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس فإما منا بعد وإما فداء قال الفداء منسوخ نسختها فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم