حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف .
وأما وجه إنزال القرآن هذه السبعة أحرف وما الذي أراد .
تبارك اسمه بذلك ؟ فإنه إنما أنزل علينا توسعة من الله تعالى على عباده ورحمة لهم وتخفيفا عنهم عند سؤال النبي A إياه لهم ومراجعته له فيه لعلمه A بما هم عليه من اختلاف اللغات واستصعاب مفارقة كل فريق منهم الطبع والعادة في الكلام إلى غيره فخفف تعالى عنهم وسهل عليهم بأن أقرهم على مألوف طبعهم وعادتهم في كلامهم .
والدليل على ذلك الخبر الذي قدمناه [ عن عبد الرجمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب عن النبي A أن الله تعالى أمره أن يقرأ القرآن على حرف فقال رب خفف عن أمتي فأمره أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف ] .
وكذا حديث حذيفة عنه A حين لقي جبرئيل عليه السلام فقال له : إني أرسلت إلى أمة أمية إلى آخره فقال : [ إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ] .
[ وكذا الحديث الذي رواه الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي عنه A : أن جبرئيل أتاه بأضاة بني غفار فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد فقال A : أسأل الله المعافاة والرحمة إن ذلك ليشق على أمتي ولا يستطيعونه ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقال له مثل ما قال في الأولى حتى انتهى إلى سبعة أحرف قال : فمن قرأ بحرف منها فقد أصاب ] ويمكن أن تكون هذه السبعة أوجه من اللغات فلذلك أنزل القرآن عليها