فصل في الأسباب الحاملة على التدليس من الثقات والضعفاء .
وأما من الثقات فلهم فيها أغراض لا تضر فمنها الاختصار وكأن تدليسهم بمنزلة روايتهم المرسل ولهذا كانوا إذا سئلوا أحالوا على الثقات فلم يكن ذلك قادحا وفي تاريخ ابن أبي خيثمة عن الأعمش قال " قلت لابراهيم إذا حدثتني عن عبد الله فأسند لي قال إذا قلت " قال عبد الله " فقد سمعته من غير واحد من أصحابه وإذا قلت " حدثني فلان " فقد حدثني فلان " .
ومنها ألا يترك الحديث وأن يعلو بذكره الشيخ دون من دونه لصحة روايته عنه غير هذا وتحققه ( د63 ) أن الثقات حدثونا به عنه .
ومنها وقوع بينه وبين المروي عنه فيحمله على إبهامه وألا يصرح باسمه المشهور ولم تحمله ديانته على ترك الحديث عنه كما صنع البخاري في حديثه عن محمد بن يحيى الذهلي لما جرى بينه وبينه فمرة يقول " حدثنا محمد " لا