وذهبت الكرامية إلى أن الله تعالى جسم .
والدليل على فساد قولهم أن الجسم في اللغة بمعنى التأليف واجتماع الأجزاء والدليل عليه أنه نقول عند زيادة الأجزاء وكثرة التأليف جسم واجسم كما يقال عند زيادة العلم عليم واعلم وقال تعالى وزاده بسطه في العلم والجسم فلما كان وصف المبالغة كزيادة التأليف دل على أن أصل الإسم للتأليف فإذا ثبت ما ذكرنا بطل مذهبهم لأن الله تعالى لا يجوز عليه التأليف .
فإن قالوا نحن نريد بقولنا جسم أنه موجود ولا نريد به التأليف .
قلنا هذه التسمية في اللغة ليس لها ذكر ثم وهي مبنية على المستحيل فلم أطلقتم ذلك من غير ورود السمع به .
وما الفصل بينكم وبين من يسميه جسدا ويريد به الموجود وإن كان يخالف مقتضى اللغة فإن قيل أليس يسمى نفسا .
قلنا أتبعنا فيه السمع وهو قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ولم يرد السمع بالجسم .
مسألة .
لا يجوز قيام حادث بذات الباري تعالى