[1] الغدير الشيخ الأميني ج 4 ________________________________________ الغدير في الكتاب والسنة والأدب كتاب ديني. علمي. فني. تاريخي. أدبي. أخلاقي مبتكر في موضوعه فريد في بابه يبحث فيه عن حديث الغدير كتابا وسنة وأدبا ويتضمن تراجم أمة كبيرة من رجالات العلم والدين والأدب من الذين نظموا هذه الأثارة من العلم وغيرهم تأليف الحبر العلم الحجة المجاهد شيخنا الأكبر الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي الجزء الرابع عني بنشره الحاج حسن إيراني صاحب دار الكتاب العربي بيروت - لبنان الطبعة الرابعة 1397 ه‍ - 1977 م جميع الحقوق محفوظة للمؤلف (أ) خطاب تفضل به الفيلسوف الشهير الدكتور محمد غلاب مدرس الفلسفة في شعبة أصول الدين من الجامع الأزهر المصري بالقاهرة، وقد نشرته مجلة " البيان " العصماء النجفية في عددها 10 من سنتها الأولى ص 258 بعد كلمتها القيمة حول ذلك الخطاب، نتقدم بنشرهما مع تقدير للناشر وإكبار لمقام الكاتب وثناء على ما يعطيه من النصفة من نفسه في كل موضوع. بريد البيان ننشر نص الرسالة التي بعث بها الدكتور محمد غلاب من مصر إلى سماحة العلامة الجليل الشيخ عبد الحسين الأميني حول كتابه - الغدير في الكتاب والسنة والأدب - وفيها أعرب عن حقايق ناصعة تبشر بفجر صادق يكفل لنا تقدير الآراء المذهبية الحقة، والاعتراف بالحقايق التأريخية التي قاومتها العاطفة ردحا من الزمن، وإليك نص الرسالة: تحيتي يقتادها تقديري، وسلامي يدفعه إجلالي لعلماء العراق عامة ولأهل النجف الأشرف خاصة، وفي طليعتهم المؤلفون الأماجد أمثالكم. وبعد: فقد تسلمت الجزئين: الأول والثاني من كتابكم النفيس [الغدير] الذي شابه الغدير حقا في صفائه ونفعه، والذي يلفي الباحث فيه أمنيته على نحو ما يجد المسافر الظامي في الغدير ما ينقع غلته، والذي عنيتم فيه بجانب هام من جوانب التراث الاسلامي، متوخين الحقايق، متتبعين الآثار الصادقة، متعقبين مواطن الشبه بالتصحيح والنقد. ونحن على يقين من أن الشباب العصري الاسلامي سيستفيد من هذه الثمار الشهية، لا سيما أن أكثر ما يكتب اليوم غث خفيف الوزن، تافه القيمة، وإن الحركتين العلمية والأدبية قد تحولتا إلى حركة تجارية بحتة. ________________________________________ (ب) ولقد جاءني كتاب حضرتكم في الوقت الملائم لأني عاكف على دارسة كثير من الجوانب الإسلامية وعلى التأليف فيها، ولذا يعنيني كثيرا أن تنكشف أمامي المبادئ الحقيقية، والآراء الصحيحة للشيعة الإمامية حتى لا نكبو - بإزاء هذه الفرقة الجليلة - في مثل ما كبا فيه.... و.... (1) وأمثالهما من المحدثين المتسرعين، ولقد تسلمت أيضا قبل الآن بضعة كتب من علماء العراق في مبادئ الشيعة الإمامية وآرائهم، ونسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه الرشاد، وأن يهدينا إلى سبل السداد، وأن ينفع بما ننتجه الناطقين بالضاد، وتفضلوا بقبول احترامي الدكتور محمد غلاب أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين بالجامعة الأزهرية بالقاهرة ________________________________________ (1) سمى رجلين من المحدثين المتسرعين لم نذكرهما لعدم علمنا برضاه. ________________________________________ (ج) مقال أتانا من الشخصية البارزة، بطل الجهاد السياسي، صاحب المعالي الدكتور عبد الرحمن الكيالي الحلبي، أحد رجالات الأسرة الكريمة " الرفاعية " بحلب الشهباء، العريقة بالمجد المؤثل، المطنبة في أرجاء العالم الاسلامي بشرف النسب والحسب والعلم والكرامة، والمقال يعرب عن تقدمه في حبك الكلام، و ترصيف القول، وسبك الغرر والدرر في بوتقة البيان، كما يعرفه بدقة النظر، ورصانة الفكر، والشعور الحي، والروح الشاعرة، حياه الله وبياه، واليك المقال: (1) صاحب الفضل والفضيلة العلامة الجليل الأستاذ الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني المحترم الحمد لله موحد القلوب، وباعث الهمم على جمع شمل المسلمين، والصلاة و السلام على رسوله هادي الأمم إلى يوم الدين، وعلى آله وأصحابه ومن والاهم من المؤمنين. وبعد: فإن تاريخ الاسلام هو تاريخ العرب، والعرب قصروا في دراسة تاريخهم دراسة علمية مجردة عن الغرض والهوى. والذين كتبوا التاريخ الاسلامي في عهود الأمويين والعباسيين لم يخل أكثرهم من شبهات الميل إلى العاطفة، والانحياز عن الحق، فلم يستطع المتأخرون النقادون استخراج الوقايع، والحقائق، والأحداث، وربطها ببعضها البعض بسياق العبر، و استجلاء الأسباب وإظهار النتائج، وهي من أهم مقاصد التاريخ. إن العالم الاسلامي الذي لا يزال في حاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسات يهمه ولا شك أن يعلم تطور الحكم قبل الاسلام وبعده، وأسباب الأحداث التي رافقت قضية الخلافة والخلفاء وما جرى في أيامهم، ويهمه أن يعلم لماذا تعددت دول ________________________________________ (1) هذا المقال من ملحقات الطبعة الثانية. ________________________________________