/ صفحه 214/
للمؤتمر يومئذ سجلا ضافياً يكشف للمؤتمرين أحوال هذه الفئة الحية، على قلتها، وكيف تنشأ أعقابهم في محيط لا يعرف غير المادة ديناً ولا مدنية، وأقنعت رجال المؤتمر بضرورة العناية بما يزيد عن مليون مسلم منتشرين في هذا العالم، لو عنينا بهم لأغنونا عن دعاية ترزح تحتها أضخم الثروات التي يضحى بها اليهود في سبيل دعايتهم تحت سماء ذلك العالم.
مئات الألوف من شبابنا المسلم الأمريكي يجهلون التراث الديني والقومي المنحدر إليهم من أصلاب آبائهم، ومئات الألوف من هؤلاء الآباء الذين هاجروا منذ خمسين عاما إلى عالم بعيد عنهم في الخلق والدين، كل أولئك معرضون للفناء خلال عشرين أو ثلاثين عاما إن لم نتداركهم بالبعثات دينية وقومية، لنتخذ من هديهم قوة تعزز آمالنا باستعادة مجدنا في ديننا ودنيانا.
كل ذلك أعلنته في المؤتمر الاسلامي، والمؤتمرات التي تلته من دينية وقومية، وقدمت للأزهر والنجف من جمعيات المسلمين في أمريكا رسائل تفيض رجاءً واستغاثة منذ عشرين سنة. ولم ألق من الأمة جمعاء غير الإهمال والإعراض الذي لا يقره دين، ولا يسيغه عقل.
وهأنذا أعود اليوم من جديد إلى مصر فأختلف ليل نهار، وصيف شتاء، إلى رجال الأزهر ومؤسسات الشباب المسلم القائم على تعزيز الدين في نفوس الأحداث، وعلى تربية النشيء تربية صالحة تعصمه من مضلات الفتن، أقول: لا أزال منذ سنة أختلف إلى الأندية والمحافل مثيراً قضية المهاجر المسلم، وداعياً إلى العناية بنشئه قبل أن يفنى الأباء، ونصبح في عجز عن أن نعيد الأبناء إلى حظيرة آبائهم.
ثم هأنذا الصيحة على صفحات هذه المجلة العالمية (رسالة الإسلام) فهل هي واجدة صداها لدى المؤمنين بهذا الدين ؟