/ صفحه 243 /
الله ونعمته حتى تحجر على عصر دون عصر، أو تفرض على قوم دون قوم، أو تضوع لها السدود والأقفال من الأزمان والحساب.
ولقد حملت إلي مجلة " رسالة الإسلام " في عددها الأول بشرى من أعز البشريات، عن حضرة صاحب الفضيلة أخي في الله العالم الجليل الشيخ عبد المجيد سليم رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، وكبير فقهاء أهل السنة في هذا العصر، تلك هي قوله في بيانه للمسلمين: " ولقد أدركنا في الأزهر على أيام طلبنا العلم عهد الانقسام والتعصب للمذاهب، ولكن الله اراد أن نحيى حتى نشهد زوال هذا العهد، وتطهر الأزهر من أوبائه وأوضاره، فأصبحنا نرى الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي إخواناً متصافين وجهتهم الحق، وشرعتهم الدليل، بل أصبحنا نرى بين العلماء من يخالف مذهبه الذي درج عليه في أحكامه، لقيام الدليل عنده على خلافه، وقد جريت طول مدة قيامي بالافتاء في الحكومة والازهر ـ وهي أكثر من عشرين عاما ـ على تلقي المذاهب الإسلامية ـ ولو من غير الاربعة المشهورة ـ بالقبول ما دام دليلها عندي واضحاً، وبرهانها لدي راجحاً مع انني حنفي المذهب، كما جريت وجرى غيري من العلماء على مثل ذلك فيما اشتركنا في وضعه أو الافتاء فيه من قوانين الاحوال الشخصية في مصر، مع أن المذهب الرسمي فيها هو المذهب الحنفي وعلى هذه الطريقة نفسها تسير " لجنة الفتوى بالازهر " التي اتشرف برياستها، وهي تضم طائفة من علماء المذاهب الاربعة ".
ألا إن هذا لهو الفتح المبين لما زعمه الزاعمون مغلقاً، والفسح والبسط لما حسبوه ضيقا.
ولقد كنت أعرف ذلك في فضيلة الأستاذ الجليل، وفي فريق صالح من إخوانه العلماء الأزهريين، ولكن نشوة من الفرح والأمل يجب أن تغمر كل مسلم لإعلان هذا بلسان هذا العالم الكبير المسئول، ولذلك لا يسعني الا أن أعلنه في الناس مرة أخرى، وأن أوجه إلى الشيخ وأصحابه ـ مع شديد الاعجاب ـ اكرم التحيات، والحمد لله رب العالمين.