/ صفحه 25 /
ببعض الحديث، ولكن الشيعي الذي هو على بينة من أمره، ينظر إلى هذه الكتابات كما ينظر إلى النادرة الطريفة التي يرويها الأصفهاني في كتابه (المحاضرات) إذ يقول: سئل رجل كان يشهد على آخر بالكفر عند جعفر بن سليمان، فقال: إنه معتزلي ناصبي حروري جبري رافضي، يشتم علي بن الخطاب، وعمر بن أبي قحافة وعثمان بن أبي طالب، وأبا بكر بن عفان، ويشتم الحجاج الذي هدم الكوفة على أبي سفيان، وحارب الحسين بن معاوية يوم القطائف (يريد يوم الطف أو الطائف) فقال له جعفر بن سليمان: قاتلك الله، ما أدري على أي شئ أحسدك ؟ أعلى علمك بالأنساب ؟ أم الأديان ؟ أم بالمقالات.
رضيت عن الله ورسوله
روى أبو داود من حديث أبي الورد عن علي بن أعبد قال: قال لي عليٌّ رضي الله عنه: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت من أحب أهله إليه ؟ قلت: بلى. قال: فإنها جرّت بالرحى حتى أثر في يديها، واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها، وكنست البيت حتى أغبرت ثيابها، فأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خدم ـ وفي رواية البخاري: فبلغها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أُتي بسَبْي ـ فقلت: لو أتيتِ أباك فسألتيه خادماً، فأتته فوجدت عنده حُدَّاثا، فرجعت، فأتاها من الغد فقال ما كان حاجتك ؟ فسكتت، فقلت: أنا أحدثك يا رسول الله. جرت الرحى حتى أثرت في يدها، وحملت القربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاء الخدم أمرتُها أن تأتيك فتستخدمك خادماً تقيها حر ما هي فيه، فقال: اتقي الله يا فاطمة وأدّي فريضة ربك واعملي عمل أهلك، فإذا أخذت مضجعك فسبّحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين فهي خير لك من خادم. قالت: رضيت عن الله وعن رسوله.