/ صفحه 333/
أجل الفكرة والمبدأ وسيادة الحق والفضيلة والخير والسعادة والاصلاح والمساواة، إلا يوم بزغت شمس الرسالة المحمدية، حين وقف رجل واحد نشأ، يتيما فقيرا أميا في بلاد جردها البؤس، وأنهكتها حروب الترات والنزغات، وأضلتها الاوثان والنصب، ينادي في صوت جهير لا يخافت به من شك ولا من خوف: أيها الناس. إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى " " ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل عصبية " " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله " " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى ان تلقوا ربكم " " من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائمتنه عليها " " إن لنسائكم عليكم حقا " " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين " " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين " " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " " ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور ".
بهذه المبادئ وأمثالها جهر في العالم رسول الإسلام فتفتحت لها قلوب، وصدت عنها قلوب، ولكن الله أذن للحق أن يعلو، وللخير أن يغلب، فسرى الإسلام وغدا حيث يسري الليل ويغدو النهار، وجرت ريحه رخاء حيث أصاب من مشارق الأرض ومغاربها، واستوى في عدله السيد والمولى، وفاء إلى ظله الضعيف والقوي،واجتمع في أخوّته القاصي والداني، فإذا العربي أخو الفارسي،