/ صفحه 403 /
افـضل الديـن الكـاشانـي
فليسوف مغمور
لحضرة الدكتور محمود محمد الخضيري
أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين
من أوهام المؤرخين في القرن الماضي ـ أفضل الدين وصلته بالنصير الطوسي ـ درجته في الشعر ـ مؤلفاته بالفارسية والعربية ـ تحليل المطالب الإلهية ـ رأيه في قياس الخلف ـ تأثير " العرفان " على فلسفته وتصوفه.
في النصف الأول من القرن الماضي لم يكن علماء أوربا يعرفون من أسماء الفلاسفة الاسلامييين إلا قليلا ممن نقلت آثارهم إلى اللغة اللاتينية في العصور الوسطى وكان عدد هؤلاء الفلاسفة لا يزيد على العشرة، أو لهم الكندي، وآخرهم في الزمن ابن رشد الأندلسي، وذهب بعض هؤلاء العلماء إلى أن تاريخ الفسلفة في الإسلام انتهت آخر صفحة من صفحاته بوفاة ابن رشد، على أن علماء أوربا عدلوا بعد ذلك عن هذا الرأي الفاسد، وهداهم بحثهم واجتهادهم إلى أن الفلسفة ظهرت في الإسلام قبل زمن الكندي، وأن تاريخها أعمق وأغنى مما كانوا يتصورون، وأن المسلمين ظلوا يشتغلون بالفسلفة في مختلف البلاد، يفكرون في مسائلها الكبرى، ويدرسونها، ويؤلفون فيها الكتب، سالكين شتى المناهج، ومتجهين بالفكر الفسلفي مختلف الاتجاهات والمذاهب، وكانت بعض البلاد أكثر أحيانا في هذا المجال رجالا من البعض الآخر، فينتقل بعضهم من بلد إلى بلد حيث تلقى تعاليمه بيئة مختلفة فيكون لها مع القبول والاجتهاد نتائج مغايرة،