/ صفحه 67./
وجود لها، فلا أقل من أن نفكر أن مثل هذه المركبة إن لم تصلح للإنسان فستصلح لإرسال البريد ونقل البضائع.
إنما الذي يفكر في أمر هذه المركبة الجبارة هو لانجماير، ليس عالماً فحسب بل هو من حملة جائزة (نوبل) المعروفة، فلك إذن أن تأخذ كلامه في محل الاعتبار، بالطريقة التي نظرت بها إليه.
ومع ذلك فلندع (لانجماير) الذي نجح في تحريك اسطوانة معدنية في الفراغ دون أن تستند إلى شئ أو تعلق من اطرافها في شئ، وهي اسطوانة عرضها في أحد معارض أمريكا، لنقول أول نتائج الطاقة النووية هي حصولنا على تيار كهربائي لكل حاجياتنا بأثمان زهيدة ودون عناء، وعند ظني سيتمكن الإنسان قريباً من إدراة موتورات كبيرة جداً في محطات رئيسية، وذلك بواسطة الطاقة الحرارية الناتجة من النواة، وهذه الطاقة الحركية للموتور تولد الكهرباء في دينامو كبير بالوسائل العادية، وهذا الدينامو يعطي بدوره التيار الكهربائي الذي ينعم به الناس.
سيختلف إذن عهد النواة عن عهدنا الحالي، وعن جميع عهود الإنسان الغابرة وسيزداد استخدامنا للضوء الكهربائي وجميع مشتقاته، وعند ظني أن الأنوار المنعكسة على معبد الهند الصينية الذي أقيم في معرض باريس سنة 1931، والذي استمتعنا به واستمتع به ملايين البشر بصورة لا ينساها الذهن، ستحل أمثالها وأقوى منها على واجهات منازلنا وبيوتاتنا التجارية.
ستتالق هذه الأنوار وغيرها للدرجة التي سوف يحن معها الإنسان مرة أخرى إلى الاستمتاع بالليل الدامس، فيهرب أحياناً إلى الريف البعيد، يسعى إلى الليل الذي لا يجد السبيل إليه في المدن التي يفوق الضوء فيها ليلا ضوء النهار.
كل هذا يجيزه العلم اليوم ولا يمكن أن تتصوره غالبية الناس، ولو أنك قلت لأحد سكان الجزيرة العربية أيام عمر بن الخطاب إن الإنسان سوف يستطيع