/ صفحه 8/
أوهى الأسباب والروابط ليرتبطوا بها، أما المسلمون فدينهم واحد، وكتابهم واحد، وهدفهم في الحياة وبعد الممات واحد، وكل شئ بينهم يدعوا إلى الألفة، ويساعد على الوحدة، فمن الخير لهم دينيا، كما بيّنا، وسياسيا كما علمتنا أحوال العالم، أن يتفقوا ويتكتلوا، وينسوا خلافاتهم، ويذكروا فقط أنهم مسلمون، وأن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن الله أمرهم في كتابه العزيز بأن يعتصموا بحبله، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، وألا يكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات.
تلك هي رسالة التقريب، وهي لعمرى رسالة الإسلام، ولقد بدت تباشير النجاح فيما تلقت به الأمة الإسلامية في ربوع العالم نبأ تأليف هذه الجماعة من ترحيب حماسي، فقد جاءتنا كتب شتى من الأفراد والجماعات في شتى البلاد الإسلامية، كلُّها تأييد للفكرة، ومساهمة فيها، ودعوة لها وإننا لنتوجه إلى الله بقلوب مخلصة أن يهيء للمسلمين من أمرهم رشدا وأن يجمعهم على الخير والبر والهدى، وأن يلزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها، وأن يحفظ حضرات أصحاب الجلالة والفخامة ملوكهم ورؤسائهم، ويوفقهم إلى صراطه المستقيم.
وعلى بركة الله نقدم هذه المجلة إلى كل مسلم يؤمن بالله ورسوله وكتابه، ولا نحاول أن نتحدث عنها إلا بما يتحدث به اسمها، فهي (رسالة الإسلام) وكفى !
من القانون الأساسي لجماعة التقريب
المادة الثانية
أغراض الجماعة هي: ـ
أ ـ العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان بها.
ب ـ نشر المبادئ الإسلامية باللغات المختلفة وبيان حاجة المجتمع إلى الأخذ بها.
ج ـ السعى إلى إزالة ما يكون من نزاع بين شعبين أو طائفتين من المسلمين والتوفيق بينهما.