/ صفحه 96/
لعلنا نلتمس أن تبزغ هذه الشمس في مصر والعالم الإسلامي بعد أن طال احتجابها عن المسلمين.
نقول ذلك ونحن نقدم جماعتنا هذه جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى العالم الإسلامي الذي رزح تحت أثقال التفرق أجيالا بعد أجيال، وقرونا تطاول عليها الأمد، فنبشر المسلمين بعهد جديد نرجو أن يكون بدءاً لانقشاع سحب الخلاف من جوهم، ونرجو أن تكون الخطوات فيه إلى هذا العرض الشريف سريعة موفقة إن شاء الله.
وقد ألفت هذه الجماعة في مصر حاضرة الإسلام، وملتقى أفكار المسلمين، ونهضاتهم، ومشرق شمس الأزهر الشريف، تلك الجامعة العلمية الإسلامية التي تهوى إليها أفئدة من الناس في مشارق الأرض ومغاربها، على أن تكون لها فيها بعد فروع في شتى البلاد، ومختلف البقاع، تسير على نهجها، وتخدم فكرتها، وتعاون على جمع كلمة المسلمين بكل ما تستطيع من أنواع المعاونة.
وإننا ـ حين نعلن في العالم الإسلامي نبأ تأليف هذه الجماعة ذات الغرض الأسمى ـ لنرجو من كل مسلم أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يضم جهده إلى جهود اعضائها، وأن يبث فكرتها ويعمل على تحقيق غايتها، نرجو ذلك من كل أمة وطائفة وجماعة وفرد، ونرجوه من كل من يؤمن بالقرآن، ويعتقد برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
على بركة الله إذن تتقدم هذه الجماعة إلى العالم الاسلامي، وتعلن بادئ الأمر أنها ذات أغراض دينية اجتماعية فقط، كما جاء في قانونها الأساسي، ذلك القانون الذي اتفق عليه أعضاؤها المؤسسون، وهو العهد بيننا وبين المسلمين، في ظل الإسلام، وتحت رآية القرآن، نستعين الله على الوفاء به، والنهوض بتبعاته (ربَّنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير)، (ربَّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين).