/ صفحه 98 /
من هذه الخلافات أبواباً يلجون منها إلى مقاصدهم الباغية، ويعملون كل ما في استطاعتهم على أذكاء نيرانها ليضربوا بعض المسلمين ببعض ثم يضربوهم جميعاً.
4 ـ وتؤمن أيماناً عميقاً بأن من أهم الواجبات الدينية على كل ذي علم ورأي في شعوب المسلمين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم الإسلامية، العمل على تبصير المسلمين بدينهم، وقطع أسباب الخلاف والتفرقة بينهم ببيان ما هو عقيدة يجب الإيمان بها، وما هو معارف لا يضر الخلاف فيها، وأن من بين هذه المعارف ما يظن أنه من العقائد وهو ليس منها.
5 ـ فالغرض من تأليف (جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية) هو: أن تكون مركزاً إسلامياً لهذه الفكرة، تتركز فيه جهود جميع المقتنعين بها في أنحاء العالم شرقيه وغربيه، وتتجاوب لديه أصواتهم وأبحاثهم وآراؤهم في رفق وحسن تقبل، فيتهيؤ لها جو من البحث العلمي الخالص على ضوء القواعد الإسلامية الصحيحة، وحينئذ تنجلي أمام المسلمين أسباب الاختلاف فيما وراء العقائد الدينية والأحكام التشريعية فيعالجونها، ويصلون في المسائل والنظريات الخلافية نفسها إلى الرأي الصحيح الذي يهدي إليه المنطق والدليل، فإذا بقي بعد ذلك ما لم تجتمع عليه القلوب أو تقطع به البراهين، كان امره بعد ذلك هيناً لا ينبغي أن يفضي إلى التقاطع والتناكر والتقاذف، وإنما هو الخلاف في الفقه والفروع يعذر العلماء فيه بعضهم بعضاً ويتبادلون الاحترام والمودة والتعاون كما هو شأن المؤمنين.
ب ـ كان من نشاط (دار التقريب) أنها نشرت في موسم الحج جدولاً مفصلاً عن أحكام الحج على المذاهب المتعددة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، والإمامي، والزيدي) وقد راج هذا الجدول في البلاد المقدسة رواجاً عظيماً، ولفت أنظار كثير من المسلمين، إلى أن آراء فقهائهم في فروع عباداتهم ليست من التباعد والخلاف بحيث توجد الخصومة والفرقة والتباغض فيما بينهم.