/ صفحه 231/
تَفْسْيْرُ القُرآنِ الْكريم
لحَضْرة صَاحِب الغاء فضيلة الأستاذ الجَليل الشيخ محمود شَلتوُت
سُورة آل عِمْران
هذه السورة هى السورة الثالثة من سور القرآن الكريم في ترتيب المصحف، وهى معروفة بسورة "آل عمران" ويجدر بنا قبل أن نتناول مقاصدها أن نذكر كلمة عن تسميتها بسورة آل عمران.
جاء ذكر "عمران" في هذه السورة مرتين في آيتين متتاليتين: "إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. إذ قالت امرأة عمران: رب إنى نذرت لك ما في بطنى محررا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم" فذهب فريق من المفسرين إلى أن عمران الذي سميت السورة بآله والذي ذكر في الآية الأولى هو عمران أبو موسى وهرون، وليس أبا مريم، وكان بين العمرانين فيما يقول الرواة أمد طويل.
ونحن إذا تتبعنا أسماء السور في القرآن الكريم نجدها تشير إلى أهم أو أغرب ما اشتملت عليه السورة، فسورة البقرة سميت بهذا الاسم لقصة عجيبة الشأن تتعلق ببقرة أمر بنو إسرائيل بذبحها، وكان ذلك سبيل لمعرفة الجانى في حادثة قتل لم يعرف مرتكبها، وسورة المائدة سميت بذلك لقصة المائدة التي طلب الحواريون إنزالها من السماء، وسورة النساء سميت بذلك لأن أهم ما عرضت له هو الأحكام التي أراد الله بها تنظيم أحوال النساء، وحفظ حقوقهن، وعدم الإضرار بهن. وهكذا.