/ صفحة 179 /
التقريب بين المذاهب الإسلامية
ودراسة علم التوحيد
لفضيلة الأستاذ الجليل
الشيخ عبد المتعال الصعيدي
المدرس بكلية اللغة العربية
ـ 2 ـ
خلاصة ما سبق: تحدث الكاتب في مقاله الأول عن التقريب وغايته السامية، وأنه لا يمكن الوصول إلى هذه الغاية مادامت دراسة التوحيد باقية على حالها، وأن علم الكلام نشأ في جومن الخصام، فكانت أول مسألة أثيرت فيه هي مسألة مرتكب الكبيرة، أثارها الخوارج والسيوف تلمع في أيديهم، ثم وقع الجدال فيها بين الحسن البصري وواصل بن عطاء، ثم جاءت مسألة الكلام وخلق القرآن، ثم ظهر أبو الحسن الأشعري، وكان متصلا بالمعتزلة، ثم انقلب عليهم، وظلت الخصومة بينه وبين غيره، ثم بين أتباعه وغيرهم من الفرق الأخرى إلى وقتنا الحاضر دون أن تهدأ نيرانها.
لم يقتصر الأمر في علم التوحيد على ما سبق من الخصومات التي قامت بين أصحابه من مبدئه إلى منتهاه، بل تجاوز الأمر هذا إلى ما هو أخطر منه، فعمل أصحابه على أن يقيموا الخصومة فيما بينهم على أساس من الدين، لتكون خصومة مشروعة لا إثم فيها، بل يثاب أصحابها عليها، وكان هذا بأن ضيقوا في أمر هذا العلم، وجعلوه لا يتسع لأكثر من مذهب واحد، يكون صاحبه هو الطائع الناجي