/ صفحة 26 /
الجامعة الإسلامية
لحضرة صاحب العزة الكاتب الكبير
الأستاذ الدكتور أحمد أمين بك
يعنون بها الرابطة التي تربط بين المسلمين في مختلف الأقطار من فرس وترك وعرب، وقد كانت كلمة مفزعة لأوربا في القرن الماضي، وليس صحيحاً ما قاله المرحوم سعد باشا زغلول (إن صفراً وصفراً يساوي صفراً) بل الصحيح أن (ناقص خمسة في ناقص خمسة يساوي زائد خمسة وعشرين) فكل دولة وحدها قد لا تساوي شيئا، ولكنها جميعها تستطيع الوقوف أمام الاستعمار الأوربي، وإذا كان الأوربيون يتكتلون على الباطل لمحق المسلمين، فأولى أن يتكتل المسلمون على الحق لدفع كارثة الاستعمار، وقد كان أول من نادي بها في العصر الحديث السيد جمال الدين الأفغاني، وخلفه الشيخ محمد عبده، والسيد عبد الرحمن الكواكبي، غير أن طريقة السيد جمال الدين كانت قوية عنيفة، إذ كان يريد الثورة على الملوك والأمراء في الداخل، وإشعال نار الشعوب ضد الخارج، أما الشيخ محمد عبده فكان في ذلك هيناً ليناً يريد الجامعة الإسلامية من طريق التربية والتعليم، السيد عبد الرحمن الكواكبي كان أقرب إلى السيد جمال الدين، وكان أشد في محاربة الأمراء، وألف في ذلك العهد كتاب (طبائع الاستبداد) ضد السلطان عبد الحميد، كما ألف أم القرى لرسم خطة الجامعة الإسلامية، ولم تطق أوربا صبرا على جريدة العروة الوثقى التي كان يصدرها السيد جمال الدين في باريس، فأغلقتها بعد صدور العدد الثامن عشر، وكان السلطان عبد الحميد يحارب هذه النزعة أولا، ثم أراد