/ صفحة 318 /
صَدر الدّين الشيرازى
مجدّد الفلسفه الإسلامية
لحضرة الدكتور محمود محمد الخضيرى
أستاذ الفلسفة بكلمية أصول الدين
وعدت في مقال سابق (*) تفضلت بنشره (رسالة الإسلام) أن أتحدث عن النشأة الدراسية لصدر الدين الشيرازى، وعن أساتذته وتلاميذه، واليوم أفي بما وعدت، وأنا التمس التفضل بالمعذرة لتأخرى في تحرير هذا الحديث.
ولد صدر الدين في مدينة شيراز في جنوب إيران، ولا نعرف سنة ميلاده على وجه التحقيق، ولكن الأرجح أنه ولد في الربع الأخير من المائة العاشرة بعد الهجرة، وكان والده من أعيان شيراز، وقيل انه تولى فيها منصب الوزارة، واشتهرت نسبته إلى أسرة قوام العريقة في توارث الرياسة والفضل، وقد بدأ تعليمه في مسقط رأسه، وكانت شيراز عامرة إذ ذاك بالمدارس والعلماء ولكنها كانت دون أصفهان، لاسيما وأنه اتفق أن اجتمع في هذه العاصمة الأخيرة في أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادى عشر لله جرة، عدد من الحكماء والعلماء يندر أن تحظى به مدينة واحدة في وقت واحد.
توجه صدر الدين إلى أصفهان ليتمم دراسته، وليستفيد من القراءة على علمائها المشهورين، واتصل في بادىء الأمر بالسيد الأمير أبي القاسم الفندرسكى، ثم قرأ
ـــــــــــــــــــــ
*- رسالة الإسلام العدد الثاني من السنة الثانية ص 212