/ صفحة 434/
علي بن أبي طالب والتقريب بين المذاهب
لفضيلة الأستاذ الجليل
الشيخ عبد المتعال الصعيدي
الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية
* * *
هذا فضل كبير لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكرم الله وجهه، أن يكون هو أول واضع لأساس التقريب بين المذاهب، حتى لا يكون الاختلاف في الرأي مما يدعو إلى تفريق كلمة الأمة، واثارة العداوة بين طوائفها المختلفة، بل تبقى لها وحدتها مع الاختلاف في الرأي، ويعيش فيها المختلفون في الرأي أخوانا متحابين، يترك كل واحد منهم أخاه ورأيه، لأنه أما مصيب مأجور، واما مخطىء معذور، أو يجادله بالتي هي أحسن، فلا يكون في جدالهما تعصب للرأي، وإنّما يكون القصد منه الوصول إلى الحق، لا المغالبة والانتصار.
وانه لفضل أي فضل لابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لا يقل عن فضله في شرف نسبه وقربه من صاحب الرسالة، ولا عن فضله في سبقه غيره إلى الايمان به وهو غلام صغير، فكان به أهدى من كل صغير وكبير، ولا عن فضله في جمعه بين الجهاد بالرأي، والجهاد بالمال، والجهاد بالسيف.
* * *
كان الخلاف على خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول خلاف وقع بين المسلمين، فانه لما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة سيد