/ صفحة 7 /
تفسير القرآن الكريم
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمود شلتوت
سورة آل عمران
ـ 3 ـ
قلنا فيما كتبناه عن سورة آل عمران، إن السورة عنيت بتقرير الحق في مسألة الألوهية وما يتعلق بها من أمر الدين والوحي والرسالة، وعنيت بتقرير العلة التي من شأنها أن تصرف الناس عن معرفة الحق، والعمل بمقتضاه، وإن هذه العلة ترجع إلى شدة الحرص على التمسك بالسلطان، والقبض لعي زخارف هذه الحياة.
وفيما بين الأمرين عرضت لكثير من عناد أهل الكتاب، وإثارتهم للشبه والشكوك في نفوس المسلمين، ومحاولتهم زعزعة الإيمان من قلوبهم، كفراً وعناداً، وصداً عن سبيل الله.
وفي جو هذه المواقف كلها وجَّهت السورة جملة نداءات للمؤمنين، ترشدهم فيها إلى ما يحفظون به أنفسهم من التأثر بحيل أعدائهم وخصومهم، ويركزون به وحدتهم، ويصونون كتلتهم، ويبقون به على شخصيتهم كأمة قوية متماسكة، لا يتسرب إليها شيء من عوامل الضعف والانحلال، لا من داخلها، ولا من خارجها.