/ صفحة 376/
نظام الإسلام السياسي
وعلاقة الدّين بالدّولة في هذا النظام
للكاتب الكبير الأستاذ محمود اللبابيدي ـ حلب
ــــــــ
لقد استرعى انتباهي في الأونة الأخيرة، ظهور كتابين متناقضين في الاتجاه نحو مفهوم الإسلام السياسي في وسطين كبيرين من أوساط المسلمين:
أحدهما في مصر وعنوانه: (من هنا... نبدأ) للأستاذ خالد محمد خالد، يمثل من حيث النتيجة الفكرة القديمة التي ظهرت قبل ربع قرن في مؤلف للشيخ علي عبد الرازق (علي عبد الرازق باشا) أعنى كتاب: (الإسلام وأصول الحكم) الذي قرر فيه أن نظام الخلافة ليس من أركان الدين، وأن رسالة المصطفى بريئة من أن تنطوي على معنى الدولة، وبعبارة أُخرى من عباراته: الإسلام رسالة لا حكم، ودين لا دولة.
وقد عقد الأستاذ خالد في كتابه المشار إليه فصلا عنوانه: (قومية الحكم) لم يشأ فيه أن يدخل في معالجة الموضوع القديم هل الحكومة جزء من الدين أو ليست جزءاً منه، ولكنه أبان أن العرب قد أقاموا فيما مضى حكومات دينية، هي أصل بلاء المسلمين فيما صاروا إليه، وأنه لن يسمح في هذا العصر بإقامة دولة من هذا النوع كما يطلبها فريق من الناس. وفي تعليل مذهبه هذا يقول: إن الحكومة الدينية في تسع وتسعين في الماية من حالاتها جحيم وفوضي... وأنها إحدى المؤسسات التاريخية التي استنفدت أغراضها، ولم يعد لها في التاريخ الحديث دور تؤديه (ص 162 الطبعة الرابعة).