/ صفحة 49 /
أدب الجدال في القرآن
لفضيلة الأستاذ الجليل
الشيخ عبد المتعال الصعيدي
المدرس بكلية اللغة العربية
هذا موضوع يتصل أيضا بدعوة جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وقد أردت أن أكتب في موضوع آخر لا يمت من قريب أو بعيد إلى دعوة هذه الجماعة الكريمة، فلم يخطر على بالى إلا هذا الموضوع، ولا أدرى ما يحصل لي بعده إذا أردت ذلك أيضا، ولكنى سوف أفعل ما فعلته الآن، من ايتار كل موضوع يتصل بدعوة هذه الجماعة على غيره حتى تتأيد دعوتها بيننا، ويعلم المسلمون جملعاً أنها دعوة الحق، قد قيض الله لها في هذا العصر هذه الجماعة، لتعيد بها المسلمين أمة واحدة كما كانت في عهدها الأول، لا يفرق بينهم خلاف في الرأي ولا يثير بينهم العداوة تعدد المذاهب.
عباد الأوئان هم المشركون الذين ذكر الله تعالى أنهم من أشد الناس عداوة للمؤمنين، وهذا في قوله تعالى في الآية - -82- من سورة المائدة: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون"