/ صفحة 164/
من أصول الشيعة الإمامية
لحضرت صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنيه
رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا ببيروت
يتساءل البعض: لقد انقطع دابر الساسة الذين فرقوا المسلمين إلى مذاهب، فكيف بقى هذا الانقسام، وقد زالت أسبابه؟
أجل، ان الانقسام كان في بدئه عرضيا - وما زال - ولكن سرعان ما تحول إلى انقسام جوهرى عند الكثير من رجال المذاهب، فظنوا أن الاختلاف في الفروع والاعتبارات اختلاف في الاصل والجوهر، وما زال أثر هذا الظن الخاطىء حتى اليوم، على أن عمل الساسة في كل عصر يرتكز على بث روح العداء والتعصب عن طريق الاديان وغير الاديان، وهذا هو السبب لاستمرار الانقسام والشقاق.
والغريب أن هذه الحقيقة يقررها الكثير من حملة اقلام، ولكنهم يذهلون عنها وعن أنفسهم إذا وقع نظرهم على اختلاف يسير بين فقيهين من مذهبين، فيجعلونه اختلافاً دينياً، لا نظرياً.
وأغرب من ذلك أن ينسبوا لاحد المذاهب قولا لم يقل به أحد من أتباع ذلك المذهب، أو قال به فرد أو أفراد خالفهم فيه أكثر فقهاء المذهب نفسه، فينسبون إلى أهل السنة أجمعين قولا للاحناف، أو لفقيه منهم، وينسبون إلى الشيعة كافة، بما فيهم الإمامية، قولا لغلاة الشيعة أو لفقيه من الإمامية خالف علماءهم جميعاً، بل قد ينسبون إلى الشيعة قولا لجاهل لا يفهم عن التشيع شيئاً.
هذا، والمعروف من مذهب الإمامية القول بفتح باب الاجتهاد، ولازم