/ صفحة 418/
تجارة قريش في القرآن والشعر
لفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ عبد المتعال الصعيدى
الأستاذ بكلية اللغة العربية
للقرآن الكريم في تجارة قريش في رحلتى الشتاء والصيف، آية باهرة من آياته التي لاتنفد على توالى الايام، ونظرة خالف فيها نظرة الشعر الذي كان لسان العرب، وله من المنزلة ما كان له بينهم.
وكان لقريش قبل الإسلام رحلتان تجاريتان، رحلة بالشتاء إلى اليمن، لأن اليمن أدفأ، ورحلة بالصيف إلى الشام، وقد ذكر عطاء عن ابن عباس أن السبب في الرحلتين أن قريشاً كانت إذا أصابها مخمصة خرج الواحد منها هو وعياله إذا اشتدت عليهم إلى موضع خارج مكة، فضربوا خباء على أنفسهم حتى يموتوا، إلى أن جاء هاشم بن عبد مناف من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم وكان سيد قومه، وكان له ابن يقال له أسد، وكان له ترب من بني مخزوم يحبه ويلعب معه، فشكا إليه الضر والمجاعة، فدخل أسد على أمه يبكى، وأخبرها بأمر ربه من مخزوم وأسرته، فأرسلت إليهم بدقيق وشحم، ثم أتى ترب أسد إليه مرة أخرى وشكا إليه من الجوع فأرسلت إليهم مثل ما أرسلت أولا فلمّا علم أبوه هاشم بذلك قام بقريش خطيباً، فقال: