/ صفحة 29/
الديمقراطية الصحيحة
لحضرة الأستاذ الجليل محمد علي علوبه
رئيس جماعة التقريب
ـ 3 ـ
الديمقراطية والإسلام:
ظهر الإسلام في بقعة جرداء، وفي بلد ما كان الناس يعرفون فيه سوى الغزو والتناحر والخمر والميسر وعبادة الأوثان، وكانت الأمية هي السائدة في هذا الشعب شأنها في كل شعب يسيطر فيه القوي على الضعيف، وكان الحق للقوة القبلية،وبالجملة كان هذا الركن من العالم مباءة شر وشقاء وحروب وتقاتل ومنبع رذائل .
وفي هذه الظلمات ظهر نور الإسلام، والمتبع لأوامر الوحي الذي هبط على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يعلم أن الدين الإسلامي بدأ بتطهير النفوس من الرجس، وتكريم الإنسان له منزلته وكرامته جاعلاً أساس العقيدة وحدانية الله جل شأنه، وأن نبيه محمداً ما هو إلاّ عبد لله، بعثه الله رحمة للعالمين .
توالى نزول الوحي على هذا الرسول الأمين ـ لإرشاد الناس وتطهير النفوس من الأدران والجهالات والمعتقدات الفاسدة، وغرس العقيدة الصحيحة ـ طول إقامة الرسول الكريم في مكة، فلما استقر الدين وتركزت مبادئه في قلوب من آمنوا به وهاجر رسول الله إلى المدينة; أخذ الوحي ينزل بالأنظمة والتوجيهات الواردة في كتاب الله، ولم يزل التشريع يتدرج حتى أتمه الله وأعلن القرآن الكريم هذا التمام بقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" .