/ صحفة 77 /
مذهب المبرد في النقد الأدبي
لحضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الشيخ علي العماري
المدرس بالأزهر
من هو المبرد:
محمد بن يزيد، أبو العباس، الازدي، النحوي، اللغوي، الأديب. تلمذ للمازني وأبي عمرو الجرمي، وقرأ عليهما كتاب سيبويه، وكان امام العربية ببغداد، واليه انتهى علمها بعد الطبقة السادسة من طبقات النحاة البصريين، فكان هو شيخ الطبقة السابعة، وعلى يديه ويدى معاصره أبي العباس أحمد بن يحيى الشهير بثعلب، شيخ الطبقة الخامسة من طبقات الكوفيين، انتهى الاجتهاد في النحو.
(وكان حسن المحاضرة، فصيحاً، بليغاً، مليح الأخبار، ثقة فيما يرويه، كثير النوادر، فيه ظرافة ولباقة) ـ كما يقول ياقوت، في ارشاد الاريب إلى معرفة الاديب ـ وقد يشهد لظرافته هذا الشعر الذي أثر عنه في أيام الشباب، والذي يقول في مطلعه:
حبذا ماء العناقيـ ـد بريق الغانيات
كما يشهد بها أنه كان يحب النوادر، ويعجب بالطرائف، حتى ليسعى اليها ليأخذها عن المجانين في مواضعهم، وقد عبر أحمد بن عبد السلام الشاعر عن هذه الناحية في طبائع أبي العباس بقوله:
وفتيانية الظرفاء فيه وأبهة الكبير بغير كبر