/ صفحه 303/
تعليل خاطئ ليسر الإسلام
لحضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد المتعال الصعيدي
الأستاذ بكلية اللغة العربية
ــــــ
ورد في كلام بعض شراح الأحاديث ما يفيد أن علة يسر الإسلام وسهولته؛ هي أن الله تعالى علم ضعف المسلمين وقلة احتمالهم للتكاليف والمشاق فرفع عنهم الآصار والأغلال التي كانت على من قبلهم بظلمهم وبغيهم، والتي كانوا يحتملونها ويقدرون عليها لقوتهم وشدة أيدهم.
فهل هذا صحيح؟ هل علة يسر الإسلام وسهولته حقاً ما علمه الله تعالى من ضعف المسلمين ضعفا نسبياً خلقياً عن الذين سبقوهم؟ وهل كان اليهود والنصارى أقوى من المسلمين؟ وهل يصح أن نبث في المسلمين هذا الشعور بالضعف ولا نشعرهم بالقوة؟ وهل يصح أن نغفل عما يكون لهذا من الأثر السئ في نفوسهم، لأن من يشعر في نفسه بالضعف يرضخ للذلة المهانة، فتستهين بهم الأمم وتطمع في ضعفهم، وتستولي على بلادهم وأراضيهم، ولا يجدون إلا أن يرضخوا لحكمهم لأن دينهم بمقتضى ذلك الشرح الخاطئ يضعهم في صف الأمم الضعيفة، وحكم الفطرة والتاريخ أن يرضخ الضعاف للأقوياء، لأن الضعاف يعجزون عن مجاراتهم في القوة. فلا يكون لهم مكان في التاريخ إلا صفوف الأمم المتخلفة.
هل يصح شيء من هذا؟ اللهم لا. وياشقاوة أمة ينتشر بين أفرادها هذا الشعور بالضعف، وقد كان يكفينا ما يشعر به عامتنا وأشباههم خطأ من أن لغيرنا الدنيا ولنا الآخرة، فقد ضيع علينا هذا الشعور الخاطئ لعامتنا وأشباههم دنيانا،