/ صفحه 152/

قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محمد بريري
قال شيخي:
على الشنفري ساري الغمام ورائح غزير الكلي وصيب الماء باكر
عليك سلام مثل يومك بالحجى و قد رعفت منك السيوف البواتر
ويومك يوم العيكتين وعطفة عطفت وقد بل القلوب الحناجر
تحاول دفع الموت فيهم كأنهم بشوكتك الحذا ضئين عواثر
فلا يبعدن الشنفري وسلاحه ال حديد وشد خطوه متواتر
إذا راع روح الموت راع وإن حمى حمى معه حر كريم مصابر
الشعر لتأبط شرا يقوله في رثاء الشنفري، وفي وسعك أن ترجع إلى قصة مقتله كيف تربص به عدوه تحت جنح الظلام، وكيف أسروه وشدوا وثاقه ثم قادوه ليقتل صابرا كريما لا يبالي أين يقبر، بل يوصى ألا يقبر:
فلا تقبروني إن قبري محرم عليكم ولكن أبشري أم عامر
إذا احتملوا رأسي وفي الرأس أكثري و غودر عند الملتقي ثم سائري
هنالك لا أرجو حياة تسرني سجيس الليالي مبسلا بالجرائر
ولماذا هذه البشرى لأم عامر (الضبع) ألأنها مقدمة على جيفة، وهي طعامها الأثير، أم لشيء آخر يتحدث به أبو الفرج الأصفهاني؟ ولعلنا نفرغ لهذا الحديث وللشنفري حياته وموته وما بينهما بعد أن ننتهي مما بدأنا في تأبط شرا.