/ صفحه 25/
كيف يستعيد المسلمون وحدتهم وتناصرهم
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد عرفه
عضو جماعة كبار العلماء
لعل قائلا يقول إنك رأيت أن الخصومة والبغضاء بين المسلمين من أكبر أسبابها الاختلاف في الدين، فهؤلاء يرون رأياً في الدين وينتحلونه مذهبا ويتعصبون له ويحامون عنه كما يحامي المرء عن حريمه، وهؤلاء يرون نقيضه ويحامون عنه كذلك، ومن ذلك تنشأ العداوة والبغضاء. والاختلاف في الدين والاراء والمذاهب طبيعي لايمكن دفعه فهو واقع لامحالة مادام في الناس عقول تفكر ومادام في الوجود معلومات تبحث، فإذا كانت العداوة والبغضاء بين المسلمين منشؤها الاختلاف في الدين، والاختلاف في الدين واقع لا محالة؛ فالعداوة واقعة لا محالة لا يمكن رفعها، فالجهاد في ملافاة ما وقع بين المسلمين من بغضاء وإحن، جهاد فيما لاينال إلا إذا سلبت من الناس عقولهم وحظرت عليهم أن يفكروا وأن يستعملوا عقولهم التي خلقها الله لهم وقد خلقت لتفكر وتبحث وتستنتج، فهل تريد أن تسلب المسلمين عقولهم أو تحظر عليهم التفكير وأن يظلوا مقلدين لا يبحثون فيما يقلدون، والبحث العقلي والانتاج الفكري هما الميزتان اللتان تمتاز بهما الأمم العليا وبهما تقدم العلوم والمعارف، والجهل والتقليد هما النقصيتان اللتان منيت بهما الأمم الدنيا، وبهما تظل الأمم راكدة لاتتقدم ولا تسير نحو الكمال وهذا سؤال صعب حله. يحتاج إلى مزيد صبر على البحث والدرس ولعلنا بهذا البحث نعين جماعة التقريب بين المذاهب الاسلامية على ما يجب عليهم أن يسلكوه إلى ما يقصدون.