/ صفحه 31/
الخلق الإسلامية
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهرة
وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة
-1-
دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق، وحث عليها، وإن الآية الكريمة التي جمعت فضائله تتجه في أدق معناها إلى مكارم الاخلاق، وهي قوله تعالى: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) ولقد قال العلماء إنها أجمع آية لمعاني الإسلام، وعند ما سمعها حكيم العرب أكثم بن صفي من أولاده قال لهم: ((إن هذا إن لم يكن ديناً فهو في أخلاق الناس أمر حسن، كونوا في هذا الأمر أولا ولا تكون آخراً)).
وإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يمدح في القرآن مدحا أعظم من وصفه بأنه على خلق عظيم، فقد قال تعالى: ((وإنك لعلى خلق عظيم)) واعتبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكارم الأخلاق غاية عالية من مبعثه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد قال (عليه السلام): ((بعثت لأتمم حسن الأخلاق)).
وقد سوى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الاستمساك بالخلق القويم، مع قيام الليل وصيام النهار فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد عن عبدالله ابن عمرو وأبي هريرة: ((إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه، وكرم مرتبته)) وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة، وشرف المنازل، وإنه لضعيف العبادة)).