/ صفحه 382/

… صريح الرأي في النحو العربي
داؤه ودواؤه
للأستاذ عباس حسن
أستاذ اللغة العربية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة
-3-
أسلمتنا المقالتان السابقتان إلى موضوع اليوم؛ وإنه لجليل الشأن، عميق الأثر، فسيح الجنبات، وسأحاول أن أحسن الوقوف به، وأن أجمع من أطرافه ما أستطيع، وأن أكون فيه منصفا؛ نائم الهوى، يقظان الرأي.
تصدير:
إن منزلة النحو من العلوم اللسانية منزلة الدستور من القوانين الحديثة، هو أصلها الذي تستمد عونه، وتستلهم روحه، وترجع إليه في جليل مسائلها، وفروع تشريعها؛ فلن تجد علما من تلك العلوم يستقل بنفسه عن النحو، أو يستغني عن معونته، أو يسترشد بغير نوره وهداه.
وهذه العلوم النقلية - على عظيم شأنها، وعميق أثرها - لا سبيل إلى استخلاص حقائقها، والنفاذ إلى أسرارها - بغير هذا العلم الخطير؛ فهل ندرك كلام الله تعالى، ونفهم دقائق التفسير، وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصول العقائد، وأدلة الأحكام، وما يتبع ذلك من مسائل فقهية، وبحوث شرعية مختلفة - إلا بإلهام النحو، وإرشاده؟
وهذا اللغة التي نتخذها - معاشر المستعربين - أداة طيبة للتفاهم القولي والكتابي، ونسخرها مركبا ذلولا للإبانة عن أغراضنا والكشف عما في نفوسنا من هيأها لنا، وأقدرنا على استخدامها قدرة الأولين من عرب الجزيرة عليها،