/ صفحه 432/
من بحوث معهد الدراسات الإسلاميةبالقاهرة
المسلمون
في أوربا الجنوبية الشرقية
للأستاذ حارث شاكر - يوغوسلافيا
- 3 -
البنجاك والبشناق:
في القرن التاسع الميلادي زالت مملكة الخزر من الاقليم الممتد من ساحل البحر الاسود نحو الشمال، تحت ضربات شعوب تركية يرجع ان الإسلام كان قد انتشر
فيها فنشأت دولة بجناق بين نهري الدون والدانوب وامتدت نحو الغرب في اشتباكات مع الهنغار عند ما بدءوا يتوطنون في شمال البلقان، فأصبحت دولة بجناق تتاخم هنغاريا وتنفذ إليها بعض قبائلها فتختلط مع الهنغار وتستقر هناك.
وإنما سميت تلك الدولة دولة بجناق لأنهم كانوا أكثر الشعوب فيها عددا وأشدهم بأسا. وفي الحرب التي نشأت بين مملكة بجناق وييزنطة سنة ميلادية، على ما يروى المسعودي في ((مروج الذهب))، كان ملك بجناق يقود الجيش فأدت براعته في الحيل العسكرية إلى الانتصار على جيش بيزنطة ومطاردة فلوله إلى أسوار القسطنطينية التي ظل البجناق وحلفاؤهم يحاصرونها أربعين يوما. وقد سجل التاريخ أن البجناق حاصروا القسطنطينية مرةأخرى في سنةم.
إن فضل انتشار الإسلام بين البنجاق في مملكتهم يرجع إلى التجار المسلمين الذين كان البنجاق يسمحون لهم بالدخول إلى المملكة ويضمنون لهم حرية التنقل والنشاط فيها، وأما انتشار الإسلام في هنغاريا فقد ذكرنا مسلمي باشغرد وأنهم كانوا بعيشون فيها في نحو ثلاثين قرية كبيرة، والدليل على وجود المسلمين من شعب