/ صفحه 67/
من بحوث معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة
أسباب الاختلاف بين أئمة المذاهب الإسلامية
لفضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمد المدني
-4-
السنة منها تشريع ومنها غير تشريع السنة منها تشريع عام وتشريع خاص مثال للتعريف بأسلوب المناقشة والاستدلال: القضاء بشاهد ويمين.
ثالثا - الاختلاف في تكييف السنة باعتبار مواردها:
ومن أسباب الاختلاف الراجعة إلى السنة التردد في تكييف بعض ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أقوال وأفعال وأحكام في الخصومات، وتصرفات في مختلف الوجوه التي كان يباشرها.
وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اجتمعت له صفات: فهو رسول من ربه يبلغ الناس ما أمر بتبليغه ويسألونه أحياناً عن حكم الله فيما يعرض لهم فيجيبهم به، وهو إمام للمسلمين ينظر في شئونهم، ويتعهد مصالحهم، ويؤلف جيوشهم، ويبعث بعوثهم، وكان أحياناً يجلس مجلس القضاء فيسمع الدعاوي ويحقق، ويطلب البينات ويستحلف، ويفصل في الخصومات، وكان مع هذا كله إنساناً له شخصيته البشرية وما يصدر عنها من أقوال وأفعال.
ومن الواضح أن تكييف ما صدر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، باعتبار جهة من هذه الجهات له أهميته القصوى في الفقه، لأن هذا التكييف تترتب عليه آثار جوهرية في الأحكام واعتبار أداتها من حيث العموم أو الخصوص والدوام أو التوقيت، ومن حيث وجوب التقيد بها، أو عدم وجوبه وغير ذلك.