/ صفحه 138/
الوحدة الإسلامية
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهرة
وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة
ـ 2 ـ
1 ـ ذكرنا في مقالنا السابق أن الوحدة الإسلامية هي الغاية التي يجب أن يطلبها كل مؤمن، ومن لم يؤمن بأن المؤمنين أمة واحدة فقد عاند نصوص القرآن، وخالف حكمته وجانب دعوته، ودخل في ضمن من يشاقون الله ورسوله والمؤمنين، وقد قال تعالى: " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى، ونصله جهنم وساءة مصيرا ".
وإذا كنا قد تفرقنا في الماضي، فعلينا أن نتدارك أمرنا في الحاضر، وإذا كانت العنصرية قد فرقتنا، فالانضواء تحت لواء القرآن يجمعنا، وإذا كانت الطائفية التي نبذها الإسلام، ونعاها على اليهود والنصارى من قبل قد جعلت تفكيرنا الديني والسياسي لا يعدوها، فالاتجاه صوب القرآن هو الذي يهدينا للتي هي أقوم، وهو الذي يجذبنا نحو العزة والرفعة، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
2 ـ ولئن تقصينا أسباب الافتراق لنتلافاها ونبعدها لنجدنها في أمور تتعلق بتلك العنصرية الجنسية، والأهواء الفكرية، فإنها هي التي تقطع ما أمر الله تعالى بوصله، وتفرق ما أوجب سبحانه وتعالى جمعه، وتبدد ما ألزمنا سبحانه وتعالى بحفظه وصيانته.
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " ولقد قال بعض علماء السنة في هذا الخبر: " حديث افتراق الأمة إلى سبعين فرقة رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا، بحيث لا نبقي ريبة في حاصل معناه ".