/ صفحه 215/
فهو وصفٌ نستحسن إطلاقه على أولئك الباحثين الشرقيين الذين يستهدفون في بحوثهم أغراض الغرب أو ما يرضيه، ويستلهمون روحه وطرائقه، من حيث يشعرون أو لا يشعرون ـ نقول: إن السيرة المحمدية قد تداولتها أقلام وأفكار من هذه الألوان المختلفة، وأصبحت على طول المدى مشوبة بكثير مما هو غريب عنها، أو مدسوس عليها أو مخرج نخريجا هدفه الطعن وإظهار رسول الإسلام بمظهر يشفي غليل أعداء الإسلام.
لذلك أصبح من فروض الكفاية العلمية في هذا العصر أن تدرس السيرة المحمدية دراسة منصفة عادلة متثبتة كاملة، لكي يرى الناس عامة هذا الرسول العام المبعوث رحمة للعالمين على حقيقته الصافية، وفي صورته الواقعية، لم تفسدها المغالاة العامية، ولا الشطحات الشعبية التي أدخلت عليها تلبية لعوامل الحب والتقديس والايمان بالعظمة، ولا التنكر والإجحاف والغمز التي سرت من روح العداء والخصومة وضعف الإيمان.
هذا أمل طالما راود المسلمين المخلصين، وإنه الآن لتحت الدرس في دار التقريب. تفكيراً في شروعه، وفي منهاجه، وفيمن يعهد إليهم بتنفيذه، وفي طرائق هذا التنفيذ.
والله المستعان، وهو ولينا ونعم النصير.
كتب جديده لعلماء الامامية:
لإخواننا الأجلاء علماء الشيعة الامامية في إيران والنجف وغيرهما دراسات جيدة، ونظرات قوية في مختلف العلوم الاسلامية، تدل على أصالة في التفكير، وعلى رسوخ قدم في البحث والكشف والاستنباط.
ولله جل شأنه آيات في الناس منها اختلاف الألسنة والألوان، قال الله تعالى " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين، ولعل من ما مصدقات: " واختلاف ألسنتكم وألوانكم " تلك الظاهرة التي نراها في اختلاف السِّمات المميزة لكل متحدث أو كاتب أو مفكر،