/ صفحه 311/
من زلات المستشرقين
للأستاذ عبد الوهاب حمودة
ــــــ
لقد ساد في أوساط المستشرقين أن أكثر الأحاديث موضوعة ولا يمكن الاعتماد عليها. جاء في دائرة المعارف الإسلامية في ماده (حديث) كتبها (جوينبل):
" لا يمكن أن تعد الكثرة الغالبة من الأحاديث وصفاً تاريخياً صحيحاً لسنة النبي، بل هي على عكس ذلك تمثل آراء اعتنقها بعض أصحاب النفوذ في القرون الأولى بعد وفاة محمد ونسبت إليه عند ذلك فقط ".
ويقول (جولد تسيهر) في كتابه (العقيدة والشريعة):
" ولا نستطيع أن نعزو الأحاديث الموضوعة إلى الأجيال المتأخرة وحدها بل هناك أحاديث عليها طابع القدم. وهذه إما قالها الرسول أو هي من عمل رجال الإسلام القدامي. فهناك جمل أخذت من العهد القديم والعهد الجديد، وأقوال للربانيين أو مأخوذة من الأناجيل الموضوعة وتعاليم من الفلسفة اليونانية، وأقوال من حكم الفرس والهنود كل ذلك أخذ مكانه في الإسلام عن طريق " الحديث " وليس من السهل تبين هذا الخطر المتجدد، ولم يستطع المسلمون أنفسهم أن يخفوا هذا الخطر، ومن السهل أن يفهم أن وجهات نظرهم في النقد ليست كوجهات النظر عندنا التي تجد لها مجالا كبيراً في النظر في تلك الأحاديث التي اعتبرها النقد الاسلامي صحيحة غير مشكوك فيها ووقف حيالها لا يحرك ساكنا ".
ويقول " الفريد جيوم " في كتابه " الإسلام ":
" لقد بلغ من إجلال المسلمين للرسول أن المسلم العادي كان إذا سمع اسمه يتلفظ به مقروناً بسلسلة الرواة التي تتصل بالصحابة والتابعين وتنتهي إلى الرسول نفسه، امتنع ذلك المسلم من رفض الحديث خشية أن يتهم بعدم الاحترام لمرشده الأكبر. ومع ذلك فقد نشأت مدرسة نقدية لها أصول ثابتة في النقد إلا أنه لسوء