/ صفحه 322/
في ملكوت الخالق:
حديث البعوضة في القرآن
للأستاذ أحمد الشرباصي
المدرس بالأزهر
ـــ
جاء ذكر البعوضة في القرآن الكريم في موضع واحد، هو الاية السادسة والعشرون من سورة البقرة، ونصها: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما، بعوضةً فما فوقها، فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم، وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ يضل به كثيراً، ويهدي به كثيراً، وما يضل به إلا الفاسقين ".
والبعوضة لفظ مبنى من كلمة " بعض "، وذلك لصغر جسمها بالإضافة إلى سائر الحيوانات (1)؛ ولذلك روى عن قتادة أنه قال: البعوضة أضعف ما خلق الله (2)؛ ويذكر الزمخشري أن اشتقاق البعوض من البعض، وهو القطع، كالبضع والعضب؛ يقال بعضه البعوض، وأنشد:
لنعم البيت بيت أبي دثار إذا ما خاف بعض القوم بعضاً.
ومنه بعض الشئ لأنه قطعة منه، والبعوض في أصله صفة على فعول كالقطوع فغلبت (3)!... كما يذكر في " الأساس " أنه يقال: أخذوا ماله فبعضوه تبعيضاً، إذا فرقوه، وأبعض القوم فهم مبعضون: كثر في أرضهم

ــــــــــ
(1) مفردات القرآن للأصفهاني، ص 53.
(2) تفسير الطبري ج 1 ص 139 طبعة بولاق.
(3) تفسير الكشاف، ج 1 ص 56.