/ صفحه 341/
تقديم لكتاب شرح اللمعة الدمشقية
لحضرة صاحب السماحة العالم الجليل الأستاذ محمد تقي القمي
السكرتير العام لجماعة التقريب
ـــ
هذا كتاب " شرح اللمعة الدمشقية " في فقه الامامية؛ مصنفه وشارحه، وهما الشهيدان ـ فقيهان من كبار الفقهاء، وعلمان من أعلام الإسلام ".
ونحن إذ نقدم كتابهما هذا، نرى فيه تحفة فقهية ممتازة، ونرى فيما أصاب مؤلفيه صفحة من تاريخ التعصب المذهبي، مأساة من مآسي الطائفية.
وكان يكفي أن نقدم الكتاب على أنه فقه الإسلام وحسب، إلا أن العادة جرت أن يوزع الفقه على حسب المذاهب، كأنما هو ملك لمذاهب خاصة، بينما هو في واقعه ملك للمسلمين جميعاً.
وما كان يصح أن يبتلي الفقه بالتعصب، وأن يخصص لفريق دون فريق؛ لأنه نتاج حكم كتاب الله الكريم والسنة النبوية الشريفة، والكتاب لا يختلف فيه إثنان من المسلمين، ولا تختص به طائفة دون طائفة، والنبي الكريم بين بسنته للناس دينهم، وأوضح بها مجمل أحكام القرآن " وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " والمسلمون لا يشكون في كتابهم، ولا يترددون في الأخذ بما ثبت من سنة نبيهم، لا فرق في ذلك بين سنيهم وشيعيهم (1)، وهم إن اختلفوا فإنما يختلفون نتيجة لطبيعة الاجتهاد والاستنباط، وطبيعة الأدلة والقرائن والظروف.

ــــــــــ
(1) التسمية بالشيعة وأهل السنة قد توحي بأن الفارق بين الطائفتين هو العمل بالسنة. والحقيقة أنها تسمية اصطلاحية، فكما أن الأصل الأول عند الشيعة هو القرآن فإن الأصل الثاني عندهم هو السنة. كما هو كذلك عند أهل السنة.