/صفحة 348/
قصّة التّقريب
لحضرة صاحب السماحة العلامة الجليل الأستاذ محمد تقى القمى
السكرتير العام لجماعة التقريب
الآن، وبعد أن نجحت فكرة التقريب، بفضل الله وتوفيقه، وتحدثت عنها
الإذاعات، ونقلت أخبارها وكلات الأنباء، وكتبت عنها الصحف والمجلات.
الآن، وبعد أن خرجت الفكرة من محيطها المحصور بين العلماء، إلى محيط أوسع وأشمل هو المجتمع العام.
الآن، وبعد أن سجل التاريخ تلك الخطوة الكبرى التي تمت والتي تعتبر نقطة تحول في التاريخ الإسلامي. . .
الآن، وبعد أن تم هذا كله لا نرى بأساً من التحدث عن نشأة الفكرة، وعن بدء ظهورها، وعن مراحل سيرها، وعن الظروف التي أحاطت بها!
ولا شك أن فكرة التاريخية كهذه باعتبار ما مرت به من الأطوار كانت تحتاج في بيان قصتها إلى مجلد في كل عام، ولكن لأننا نكتب مقالا فحسب، ولأننا لا نحب أن نطيل في الحديث عن الفكرة، وإنما نحب أن ندعها تتحدث عن نفسها; فإننا نوجز في العرض ما وسعنا الإجاز!.
* * *
لقد كان الإقدام على العمل للتقريب مجازفة خطيرة، تدفع الذهن إلى التفكير العميق في أسئلة كثيرة:
هل في طاقة المسلمين أن يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم؟
هل هناك مبادىء من صميم الإسلام تضمن للأمة الإسلامية وحدتها، وبالتالى تضمن لها عزها ومجدها؟
هل يفهم المسلمون أن التقريب معناه نبذ كل خلاف؟ أو أنهم لا يرون بأساً بأى خلاف يتبع الدليل، ويراعى الأصول التي لا يحق لمسلم أن يخرج عليها؟