/صفحة 445/
أنبآء وآراء
الأنباء والآراء لهذا العدد كثيرة، وكلها تدور حول الخطوة الكبرى التي خطاها الأزهر في دراسات كلية الشريعة، تلك الدراسات التي شملت المذاهب الإسلامية المعتد بها والتي جعلت للإماية الاثنا عشرية وللزيدية نصيباً مقسوماً في الفقه وأصوله وتاريخه، وفي مصطلح الحديث ورجاله، وفي دراسة الكتب الأمهات، وأصحابها الثقاة.
بين أيدينا أنباء وآراء في ذلك كله، تلقيناها رسائل وبرقيات، وقرأناها بحوثاً ومقالات نشرتها الصحف والمجلات على نطاق واسع في مختلف البلاد الإسلامية، وعلى نطاق خاص أيضاً بين مشيخة الجامع الأزهر وكبار علماء
الشيعة ومراجعهم.
كل ذلك كان صدى للقرار التاريخى الخطير الذي تحدثث عنه وكالات الأنباء وتحولت إليه أنظار العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، بل تحولت إليه أنظار غير المسلمين وكان موضع تأمل ودراسة من الهيئات الدينية، التي ترصد الحركات الإصلاحية في الإسلام وشعوبه وطوائفه، وما عسى أن يترتب على هذه الحركات من تحول في مجرى التاريخ.
ولما كانت صفحات الأنباء والآراء في عدد ما من "رسالة الإسلام" لا تستطيع أن تستوعب ذلك على وجه من التفصيل، وكان من الخير ألا نحذف من ه أو نجمل فيه رأينا أن نحتفظ لذلك بكتاب يجمع بين دفتيه مختلف الأنباء والآراء حيال هذه الوثبة التاريخية العظمى التي حقق الله بها أمينة طالماً نادى بها التقريب وهي أن تكون الجامعات الإسلامية عالمية متبصرة لا إقليمية محصورة.
إن عهداً جديداً قد بزغت شمسه في آفاق الأمة الإسلامية: إنه عهد الإصلاح الذي يقتعد فيه رجل التقريب والأزهر أريكة المشيخة الجليلة ليحقق دعوة طالماً سعى إليها وكان في مقدمة الحاملين للوائها.
إنه فتح مبين، سيكون بإذن الله خيراً وبركة على الإسلام والمسلمين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.