/ صفحه 161/
نعيم الجنة
بينَ المادية والروحيَة
للسيد الأستاذ عبد الوهاب حمودة
أعد الله في النشأة الثانية داراً لأهل طاعته سماها (الجنة) ووصفها في القرآن الكريم بأوصاف متعددة في صور متفرقة:
من حور عين وولدان مخلدين ولحم طير في صحاف من ذهب وآنية من فضة وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وظلال وأنهار وعيون جارية وسرر مرفوعة وزرابي مبثوثة، وأفرغ على جسوم أهلها ثياب الحرير والديباج الأخضر وفي معاصمهم أساور من فضة وذهب ولؤلؤ، إلى غير ذلك من الأوصاف المحببة إلى النفوس، الآخذة بمجامع القلوب.
اختلف الباحثون في فهم هذا النعيم وإدراك لذائذه; ففريق ذهب في كل هذه الملذات وأسباب النعيم مذهب الحقيقة، وأنها مادية جسمانية كملذات الدنيا المعهودة لنا.
ومستندهم في ذلك ظاهر الوحي والأحاديث، وصلاحية قدرة الله تعالى على خلق كل ما أخبر به في وحيه من دون تأويل ولا تحوير. ثم أوغلوا في المادية كما صورت لهم خيالاتهم وخيلت لهم أوهامهم; ففصّلوا وأسهبوا وأسندوا ذلك إلى أحاديث منكرة يخترعونها ويصنعونها ثم ينقلها القصاص في سمرهم لتروج بضاعتهم على العامة ويربحون ويكسبون ولا يهمهم بعد ذلك أربح الدين أم خسر.
مثال ذلك ما رواه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): في قوله تعالى (وفرش مرفوعة) قال: